1. غلطة عظيمة لصيدلي؟!

    ==============

    حاول احد الشبان ان يحدث صديقه الصيدلي عن المسيح المخلص. فكان يفشل في كل مره اذ كان الصيدلي يقابل حديثه بالاستهزاء والسخريه.

    لهذا قرر الشاب ان لا يفاتح الصيدلي في هذا الامر. وقال له لن ازعجك بكلامي عن المخلص مرة اخرى حتى ياتي الوقت وتطلب انت ان اتحدث اليك في هذا الموضوع. ولهذا ساترك معك جمله من اقوال الله اخترتها لك من المزمور 50 ونصها, “ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني”, وارجو ان لا تنساها وما كان من الصيدلي الا ان عقب عليه كالمعتاد بالسخريه والاستهزاء. مرت الايام على هذا الحديث كعادتها. وجاءت نوبة الصيدلي للخدمه الليليه. واستغرق في النوم. وفي هذا الاثتاء اذ بطرقات شديده على الباب ايقظته مذعور. فقام ليجد فتاة بيدها تذكرة طبيب تطلب تحضير الدواء المبين بها لوالدتها التي في حاله خطره. فاخدها الصيدلي وبدأ بتحضير الدواء, الا انه كان مثقلا بالنوم, فاعد الدواء وصبه في زجاجه ولصق عليها البطاقه المعتاده واعطاها للفتاة التي سرعان ما تلقتها منه وانطلقت تجري باقصى سرعه.

بعد ان خرجت الفتاة. قام الصيدلي باعادة الزجاجات التي ركب منها الدواء الى اماكنه. واذ بعلامات الرعب ترتسم على وجهه لانه اكتشف انه اخطأ في تركيب الدواء ووضع ماده سامه بدل ماده مهدئه, وازداد رعبه لما تيقن ان اقل كميه من هذه الماده السامه تكفي لقتل من يتناولها فورا, فتمثل امامه ما ينتظره من مصير مظلم. ومما زاد الحاله سوءا انه لم يكن يعرف الفتاة ولا مكان سكناها. فاندفع خارج الصيدليه في ظلام الليل يتخبط في الشوارع. فتاره يتجه الى اليمين واخرى يتجه الى اليسار فلم يرى الفتاة ولا راى اثرها اذ ان الظلام ابتلعها وهي تنطلق فيه بسرعه

تخيل الصيدلي ان المريضه تناولت الدواء المميت. فابتدأ العرق البارد يتصبب من جبينه. وانهارت قواه. وتمثلت امامه النهايه المحزنه. وماذا يفعل امام القضاء؟
وفجأت أضاءت في مخيلته المشتته, الجمله التي تركها صديقه, ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني, فرجع الى الصيدليه والقى بنفسه على ركبتيه امام الله وصلى.

صلى في هذه المرة ولم يكن يستهزيء او يسخر. صلى وصرخ الى الله وهو مرتعب ومرتعد وطلب الانقاذ من هذه الورطه التي ستوقفه امام المحاكم وتقضي على مستقبله, صلى هذه المرة وهو على يقين شديد ان الله وحده يقدر ان ينجيه.

بعد ان صلى جلس واذا بطرقات على الباب فخرج يستجلي الامر. فعقدت الدهشه لسانه لانه وجد نفس الفتاة واقفه امامه تبكي بحرقه وتمسك بيدها عنق الزجاجه وتقول (اه يا سيدي انقذني, لاني اثناء الجري في الطريق تعثرت وسقطت فانكسرت الزجاجه وسال الدواء على الارض).
ويمكنك ايها القاريء ان تلمس مقدار دهشة الصيدلي وتحس باحساسه وهو يتناول تذكرة الطبيب للمرة الثانيه ويركب الدواء الصحيح اما كم كان شكره القلبي فلا يستطيع احد ان يقدره الا هو.