الانسان الروحى يحيا بالروح لا بالحرف
انه يضع امامه على الدوام قول الرسول:
لا الحرف بل الروح لان الحرف يقتل و لكن الروح يحيى ) (2كو 6:3)
يهتم بروح الوصية و ليس بحرفيتها لان الحرف الذى يقتل يدل على عدم فهم روحانية الوصية
كيف يسلك الانسان الروحى بالروح و ليس بالحرف
1- الصوم: كثيرين يصومون و يظنون ان الصوم هو الطعام النباتى فقط فيحاولوا ان يجهزوا لانفسهم اطعمه شهية جدا و ينسون قول دانيال النبى عن صومه (كنت نائحا ثلاثة اسابيع لم اكل طعاما شهيا و لم يدخل فمى لحم و لا خمر و لم ادهن) (دا 10 3،2)
الانسان الروحى يدرك ان الصوم فى حقيقته هو اذلال للجسد و انتصار على شهوة الطعام فيهتم بعنصر المنع اى منع جسد عما يشتهيه مهما كان ذلك طعاما نباتيا صرفا و لهذا كثيرون يصومون و لا يستفيدون لانهم يسلكون فى صومهم بطريقة حرفية شكلية فصاموا بالجسد و كانت ارواحهم مفطرة.
2- المطانيات : هى السجود فما المقصود بهذا السجود فالانسان الروحى لا يرى السجود مجرد انحناء الجسد انما ايضا انحناء الروح مع الجسد لذلك يقول مع المرتل فى المزمور (اما انا فبكثرت رحمتك ادخل الى بيتك و اسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك)
– عبارة مخافتك تدل على خشوع الروح اثناء السجود و عبارة بكثرة رحمتك ادخل الى بيتك تعنى الشعور بعدم الاستحقاق
3- الصلاه: الصلاه حرفيا هى الحديث مع الله اما روحيا هى اتصال روح الانسان بروح الله و قد يصلى انسان او يظن انه يصلى بينما لا توجد هذه الصلة بينه و بين الله لذلك وبخ الله اليهود بقوله “هذا الشعب يكرمنى بشفتيه” اما قلبه فمبتعد عنى بعيدا (اش 13:39) (متى 8:15) انها صلاه غير مقبولة لان الله يريد القلب فالانسان الروحى يقول مع الرسول “اصلى بالروح و اصلى بالذهن ايضا” (1كو 15:14)
4- العطاء: الانسان الروحى يعطى اولا من قلبه بكامل حبه قبل ان يعطى من ماله و من جيبه فعطائه تعبير عن مشاركته القلبية فى احتياجات الناس و فى احتياجات الكنيسة و لكن بعض الناس قد يقدمون العطاء بغير مشاعر لمجرد التنفيذ الحرفى للوصية و ينسون قول الكتاب “المعطى المسرور يحبه الرب” 2كو 7:9) … العطاء يبدا من القلب و ليس مجرد اليد و المعطى روحيا هو الذى يفرح حينما يعطى.
المرجع: كتاب “الانسان الروحى لقداسة البابا شنودة”