خلق الله السموات و الارض و خلق كل شىء من اجل الانسان الذى خلقه على صورته و مثاله و اعطاه السلطان على الخليقة و وضعه فى الجنه و اوصاه ان لا ياكل من شجرة معرفة الخير و الشر و قال له” يوم ان ان تاكل من الشجرة موتا تموت ” فاكل ادم فحدثت له 3 اشياء:
1- كسر وصية الله و اهانه لانه اوصاه ان لا ياكل من الشجرة فاكل.
2- صار مستحقا لحكم الموت لان الله قال له “يوم تاكل منها موتا تموت”
3- فسدت طبيعته بمعرفة الشر و الخطية لانه بعد ان اكل انفتحت عيناه على الخطية و الشر
فكان لابد ان يوجد
1- مصالح يصالح الانسان مع الله
2- من يرفع حكم الموت عن الانسان
3- من يجدد طبيعته الفاسدة
4- و من اجل مصالحة الانسان مع الله لابد ان احداهما يذهب للاخر فيمكن للعظيم ان يذهب للاصغر و يكون هذا اتضاعا منه و لكن لا يمكن للاصغر ان يرتفع لذلك اتخذ الله شكل انسان و ظهر فى الجسد دون ان يؤثر ذلك على قدرته و على سلطانه و لكن فعل هذا اتضاعا منه فالانسان لا يستطيع ان يسير الها بينما الله يستطيع ان يتخذ شكل الانسان و صار له كل ما كان للانسان ماعدا الخطية فاكل و شرب و نام و صلى و صام و اعتمد و كل ذلك لا يؤثر على لاهوته و على قدرته
5- كيف اتخذ جسدا و كان بلا خطية مع ان خطية ادم صارت لكل البشر
6- الله لم ياخذ الطريقة العادية بل بطريقة معجزية الروح القدس حل على العذراء مريم و قدس و طهر احشائها من كل خطية لذلك الجسد الذى اخذه الله منها بلا خطية ادم
هل سامح الله ادم ام طبق عليه حكم الموت و هو قال للادم “يوم تاكل من الشجرة موتا تموت” فلا يمكن ان الله العادل لا يطبق احكامه و من ناحية اخرى محبته و رحمته للادم تجعله لا يتركه فى موته و لذلك اخذ الله جسدا و مات عن الانسان و اقامه من الموت الجسدى و كان هذا بارادته و صار بذلك للانسان قيامة بالجسد
من يجدد طبيعة الانسان التى عرفت الشر و تلوثت به و يهبه حياة جديدة؟
بعد ان كان الانسان مخلوقا على صورة الله فى البر و القداسة و بعد ان عاش هو و حواء فى الجنة تبدل الحال بعد ان كسر وصية الله و عرف الشر و فسدت طبيعته الانسانية.
هكذا الله لم يترك الانسان فى فساد طبيعته حتى يموت بالخطية و لم يعاقبه بان يُفنى طبيعته بل جاء و اخذ الطبيعة البشرية لكى يجددها و ياخذ كل خطايانا فى جسده فصارت لنا حياته و اخذنا الطبيعة الجديدة و تجددنا.
المرجع:كتاب اسئلة هامة عن التثليث و التوحيد و التجسد
اعداد: خدام بيت محبة الله
مراجعة : القس عبد المسيح بسيط ابو الخير