بعد ما أكل مخلصنا له المجد الفصح مع تلاميذه بأورشليم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون الى عبر وادى قدرون: وكان هذا الوادى عميقاً ويسمى بالوادي الاسود و كان موقعه بين أورشليم وجبل الزيتون. يبتدئ على بعد ميل ونصف الى الشمال الغربى من أورشليم ويسير الى الجنوب الشرقى الى أن يصل الي زاوية السور الشمالية الشرقية ثم ينحدر شرقى المدينة ويسمي أيضاً وادى يهوشافاط وهو بين سور المدينة من الجانب الغربى وجبل الزيتون وتل المعصية من الجانب الشرقى ثم ينحدر الى مار سابا حيث يسمى وادى الراهب. ومن ثم يمتد إلى بحر لوط وهناك يسمي وادى النار. ويسمى أيضاً بوادى الارز. وفي هذا الوادى أحرقت تماثيل معكة وطرحت جميع أدوات العبادة الباطلة التى تنجس بها هيكل الرب ثم صار ذلك الوادى مكاناً للمقابر.
و مم يذكرانه عبر هذا الوادى داود لما هرب من وجه ابنه ابشالوم وكذلك السيد المسيح عندما ذهب الى جثسيمانى وهو عالم أن يهوذا كان يعرف هذا المكان لم يرد أن يختفى بعد بل كان مستعداً أن يقدم ذاته كفارة عن خطايا العالم. حتى انه لم ينتظر الجند ليسألوا من هو. بل سبقهم وخرج لاستقبالهم وسألهم من تطلبون وكان ذلك في نصف الليل من ليلة الجمعة الموافقة خمسة عشر نيسان. ولما قبض الجند على المخلص له المجد ورأى التلاميذ أن معلمهم قد أوثق وأُخذ تركوه وهربوا غير أن اثنين منهم سكن روعهم وهما بطرس ويوحنا وتبعا الجمع إلى دار رئيس الكهنة. إلى حنان الذى كان حما قيافاً وكان من عادة أعضاء ذلك المجلس أن يجتمعوا فى احدى ديار الهيكل و لكن كان يجوز لهم الاجتماع فى دار رئيس الكهنة. ولعل غاية اجتماعهم هذا اخفاء مشورتهم عن الشعب لان ديار الهيكل كانت فى ذلك الوقت غاصة بالناس بالنسبة لايام الفصح : وأما وظيفة رئيس الكهنة فاول من تولاها هرون وكان يرثها الاكبرمن سلالته فى القرون الاولى من تاريخ الاسرائيليين ولما استولى عليهم ملوك اليونان صاروا يبيعون لهم تلك الوظيفة لمن يدفع فيها ثمناً وافراً : وبعد أن استولى عليهم الرومانيون أخذوا يعزلون الرئيس ويقيمون غيره كما يريدون غير مراعين أهلية ومقدرة الشخص المرغوب فيه واستمرت هذه العاد الممقوتة من عصر هيرودس الكبير الى زمان خراب أورشليم ويظهر ان حنان كان ذا سطوة قوية وجاه عظيم حتى حصل على رئاسة الكهنة ليس لابنه اليعازر وصهره قيافا فحسب بل لأربعة آخرين من بيته، وكان يلقب كل من أخذ تلك الوظيفة برئيس الكهنة ويجلس فى المجلس الكبير طول أيام حياته ولو عزل. وهكذا جرى مع حنان فانه دعى رئيس الكهنة مع أنه كان معزولا من وظيفته قبل الصلب بأربع سنوات: وقدم اسمه علي اسم قيافا لانه أكبرمنه سناً وأقدم فى الوظيفة وله خبرة واسعة بالاحوال ولذا قال خير لكم أن يموت واحد عن الشعب ولاتهلك الامة كلها و لما أمسك اليهود السيد المسيح له المجد قدموه أولا إلى حنان أستجلاباً لمصادقته وارضائه عما فعلوا ومن ثم أخذوا السيد له المجد موثقاً إلى قيافا. وكان قيافا اسمه يوسف كما ذكر يوسيفوس المؤرخ وكان حاضراً وقت القضاء علي السيد المسيح بالصلب وهو صدوقى المذهب وكان صهر حنان. وكان قيافا رئيساً للكهنة. ثم عزله فيتاليوس أو فالوويوس سلف بيلاطس البنطى.الوالى الروماني. وكان ذلك بعد صلب السيد المسيح له المجد بست سنين. وأجتمع أعضاء مجمع السبعين وعقدوا جلسة أستعدادية غير رسمية. ولابد أن مخلصنا فُحص أولا أمام قيافا لما أرسله اليه حنان بعد نصف الليل بقليل وبقى سيدنا له المجد أمام قيافا وحده وأمام أعضاء المجمع إلى قرب الفجر أو وقت صياح الديك. وفى أثناء ذلك أنكر بطرس المسيح ثلاث مرات ثم أستهزأوا به. ولما كان النهار أجتمع المجمع الكبير فى صباح يوم الجمعة فى الهيكل وأثبت حكم الجلسة السابقة الغيرالرسمية. التى عقدت فى الليل فى دار رئيس الكهنة لان الحكم علي يسوع بالموت فى هذه الجلسة باطل ولايعتبرالا مجرد تصريح برأى الاعضاء. لانه كان مخالفاً لشريعة اليهود أن يجري فحص جناية فى الليل. للشريعة الرومانية أن يصدر حكم قبل الفجر. ويظهر من ذلك أن غضب رؤساء الكهنة كان شديداً على يسوع له المجد فاجتمعوا فى الليل لكى يخترعوا عليه تهماً ملفقة لاماتته. فسأله رئيس الكهنة أأنت هو المسيح ابن الله. فلما أجاب يسوع على السؤال تظاهر قيافا بالاشمئزاز ولامتاض من جوابه وحسبه تجديفاً وقال أنه غير محتاج إلى شهود بعد فحكموا عليه بالاجماع بالموت غير انه لم يكن لهم ولا لرؤسائهم قوة تنفيذ هذا الحكم. أخذوا يسوع إلى بيلاطس الحاكم الرومانى لكي يأمربصلبه. ولا يخفى أن المجمع الكبير كان له وحده الحق الشرعى فى الحكم على الدعاوى الجنائية التى تستوجب القصاص ولكن الحكومة الرومانية كانت قد نزعت منه ذلك السلطان قبل هذا الوقت بعدة سنين. فمزق رئيس الكهنة ثيابه وهذه هى العلامة المألوفه للحزن عند اليهود وقصد بها رئيس الكهنة أن يظهر اشمئزازه من فظاعة التجديف فى وجوده فشهد علي يسوع بأنه جدف ليصل إلي تتميم بغيته الشريرة وانه قد زاد أثمه بتمزيقه ثيابه لانه على موجب شريعة موسى كان لايجوز لرئيس الكهنة أن يمزق ثيابه ومن ذلك الحين قد نزعت من الامة اليهودية وظيفة الكهنوت. وكان على أعضاء المجلس أن ينظروا فى دعواه. ليعلموا أحق هو كل ما قاله السيد له المجد أم لا ولكنهم صرفوا أذهانهم عن سماع الحقيقة وقرروا تنفيذ الحكم فيه بالموت رجماً على مقتضي شريعة موسى التى أمرت برجم المجدف وكان غرض أعضاء المجلس أن يأمروا الناس برجم يسوع على رغم الحكام الرومانيين كما فعلوا بعد ذلك باستفانوس. ولكنهم لم يفعلوا هذا خوفاً من الكثيرين من الشعب يدافعون عن يسوع وينقذونه من أيديهم وأيضاً كان القانون عند الرومان يقضى فى مثل هذه الحالات على المجدف بالموت صلباً فلم يقدر المجمع أن ينقذ ما في نفسه وهذه هى علة السيد له المجد أن يموت بالجسد صلباً لا رجماً فأوثقوه وألقوا به إلى بيلاطس كما ينص جميع البشيرين. وكان المقصود من ذهابهم اليه هو التصديق على حكمهم. حينئذ لما رأي يهوذا أنه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة ولما أرسل المخلص له المجد فى المرة الاولى إلى الوالى الرومانى صاحبه كل المجمع الكبير ولابد أنهم كانوا يقصدون من تجمهرهم هذا والذهاب به فى الصباح بموكب حافل من ادنياء وكبراء كي يموهوا على عقل بيلاطس ويقنعوه بأنه قد أرتكب جناية من أفظع وأشنع الجنايات التى لم يسمع بمثلها. مبالغين فى أستدانته ولما أخبر بيلاطس بأن أعضاء المجلس الكبير أتوه بمذنب وانهم لا يقدرون أن يدخلوا إلى الوالى فى دار الولاية تبعاً للقانون الذى يحرم عليهم دخول بيوت فيها خمير فدفعوا بيسوع إلى بيلاطس وهم لبثوا بازاء الباب فى الطريق ولم يدخلو لئلا يتنجسوا فيمتنعوا من أكل الفصح. خرج هو لمقابلتهم. ولا ريب أنهم كانوا يطمعون فى أثبات حكمهم حالا بدون ذكر الاسباب التى دانه عليها المجمع الكبير. غير أنه قد خاب أصلهم عند سؤال بيلاطس لهم أية شكاية تقدمون على هذا الانسان فاضطروا إلى أن يقرروا الذنب الموهوم. واصفرت النتيجة عن أن بيلاطس أعلن أنه لم يجد فيه علة يستوجب عليها الموت: وبيلاطس هذا كان يلقب بالبنطى ولما كان أرخلاوس بن هيرودس الكبير آخر ملك علي اليهودية الذى نفى من حكمه سنة ست الميلاد ومن ذلك الوقت أخذ قيصر يقيم على اليهودية الولاة. وكان بيلاطس سادس والي على اليهودية عينه طيباريوس قيصر فتولى اليهودية عشر سنين ستاً قبل صلب المسيح وأربعاً بعد قيامته. وكان قاسياً ظالماً سريع التقلب لايسعي الا لمنافعه الشخصية ولا يكترث بمصالح الاخرين وكثيراً ما عصاء اليهود فسفك دماء كثيرين منهم اخماداًً لفتنهم فابغضوه أشد البغض وشكوه عدت مرات لقيصر الا أنه كان بصيراً فى بيان الحق والعدل لكنه لم تكن له قوة الشجاعة لينصف المظلوم. فكان يكره اليهود ويبغضهم لكنه كان يخشى شكواهم إياه للامبراطور. فعزل من ولايته فى الوقت الذى عزل فيه قيافا من كهنوته. وكان مركز الوالى في قيصرية علي شاطى بحرالروم و كان يذهب إلى أورشليم فى أيام الاعياد العظيمة ليمنع الشغب والتشويش الذى كان يحدث من الجمع ويجرى الاحكام. وكان منزل الوالى فى أورشليم فى القصر الذي يسمى قصر هيرودس الكبير على جبل صهيون وإذ كان بيلاطس حائراً فى ماذا يفعل ليتخلص من ادانة السيد له المجد”ذكر الجليل”بطرق العرض خطر فى باله أنه يمكنه أن يخلى نفسه من هذه المسؤلية بارساله إلى هيرودس انتيباس رئيس الربع فى الجليل الذى حكم أثنين وأربعين سنه أربعة منها قبل صلب المسيح والباقى بعد صلبه وكان ثانى أبناء هيرودس الاكبر من امرأته الرابعة ملثاكى وكان مثل أبيه راغباً فى المجد والعظيمة ورغد العيش وهو الذى سماه ربنا ثعلباً وقد انفق كابيه مبالغ طائلة في المباني العمومية فبنى طبرية أكراماً للامبراطور طيباريوس قيصر وإذ حرضته امرأته هيروديا بأن يتوجه إلى رومية لكي يطلب لقب ملك غير أن الامبراطور كليكولا عذله من وظيفته و نفاه إلى ليون فى غالياً لسبب ذنوبه. وكان هيرودس أحد القضاة عند محاكمة المسيح له المجد لانه اتفق حضوره إلى أورشليم في ذلك الوقت لعيد الفصح فأرسل بيلاطس يسوع اليه لانه كان جليياً تحت سلطانه. أما هيرودس فقبل المخلص بكل فرح لانه كان مشتاقاً من زمن طويل أن يراه. وإذ اشتهى هيرودس أن يعلم عنه شيئاً أخذ يسأله سؤالات كثيرة لكن السيد المسيح لم يجبه بشئ عما سأله وترجاه أن يصنع أمامه آية فلم يصنع حسب ما اقتضت حكمته الالهية فهزأ به هو وجنوده فبقى يسوع ساكتاً ولم يجبه بشئ وقد اعتبرهيرودس ارسال بيلاطس يسوع اليه علامة اعتبار و محبة. وكان ذلك وسيلة لارجاع الصداقة بينهما التى كانت قد انحلت عراها بسبب ذبح بيلاطس الجليليين المذكورين فى لوقا. المجد لك يارب فى ميلادك العجيب ألقيت سلاما على الارض وصالحتنا مع الله أبيك وعند موتك نزعت العداوة من قلوب الملوك حقاً انك رئيس الصلح والسلام. أن يسوع له المجد بعد رجوعه من عند هيرودس حضر مرة ثانية أمام بيلاطس الذى كان لم يزل مصماً على اطلاقه. ثم جلس فى هذه المرة على كرسى القضاء رسيماً وأعلن انه قد فحص يسوع فحصاً دقيقاً فلم يجد فيه علة واحدة تستوجب الموت وقد أقر أيضاً هيروس هذا الاقرار والذلك قال انه سيؤدبه ويطلقه آملا بذلك أنه يرضى أمة اليهود وخصوصاً الكهنة. غيرانه لم يرض أحداً منهم بل ارتفع صراخ الموجودين أصلب لنا هذا وأطلق باراباس ومعناه ابن عباس وهو رجل اشتهر بسفك الدماء وارتكابه المعاصى وكان ملقى فى السجن بالنسبة للمشاغبات والقلاقل التى كان يحدثها وانه قد أهاج المدينة بعمله الفتن وارتكابه القتل. ومما يستحق الالتفات أن باراباس كان مجرماً بذات الجرم الذى ادعى به رؤساء الكهنة كذباً على المخلص وهو الفتنة. وبهذا لا يمكن تقديم أكبر برهان على انحطاط وخبث تلك الامة أوضح من بذلهم كل ما فى استطاعتهم ليطلبوا من الحاكم الرومانى اطلاق سراح باراباس الاثيم وادانة المخلص البار.”حينئذ لما رأي بيلاطس انه لافائدة من ذلك بل بالحرى يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا: انى برئ من دم هذا البار أبصروا أنتم” لم يكن هذا القول. مبرراً لبيلاطس. نعم وان كان قد غسل يديه بالماء ولكنه بذلك لم يغسل قلبه من الذنب. لانه سلم للموت من كان قد حكم ببراءته بمبجرد صراخ الشعب بما هو مخالف لاعتقاده. ولما لم يقدر أن يقنع الكهنة والرؤساء اسلم المخلص له المجد ليجلد أولا ثم ليصلب بعد ذلك. وكان الجلد عند الرومانيين فظيعاً جداً وكان اقسى كثيراً من جلد اليهود. لان اليهود كانوا فى ذلك يعرون الجزء الاعلى من جسد المرغوب فى جلده اما الرومانيون فكانوا يعرون الجسد كله. وكان عدد الجلدات عند اليهود محدوداً اى اربعين جلدة الا واحدة واما عند الرومانيبن فبلا عدد وبقسوة متاهية. وكانوا يجلدون المجرمين بلا رحمة ولا شفقة وكثيراً ما كان يموت البعض من المجرمين تحت الجلد. وكان الجلد ممنوعا على الرومانيين وخصوا به العيد واهل البلاد التى تكون تحت سلطانهم لانهم كانوا عندهم بمنزلة عبيد وبعد ما جلد المخلص له المجد نزعوا ثيابه والبسوه ثوباً قرمزياً وهو ما كان يلبسه رؤساء الجيش وقد البسوه احتقاراً له لانهم زعموا أنه ادعى بانه ملك. غير ان ماصنعوه بالاستهزاء قد تعين من قبل الله ليدل على معنى الهى. فانه قد ألبس القرمز والارجوان لانه غالب وقد كلل بالشوك لانه ملك السماء والارض وقد وضعت فى يده قصبة لانه قابض علي صولجان الملك فبعدما سخر الجند بيسوع البسوه ثيابه ومضوا به الى خارج المدينة ليصلب فى المكان الذى يسمى بالعبرانيه جلجثة ومعناه الجمجمة وهو عبارة عن اكمة مرتفعة مستديرة خالية من الصخور والاشجار تشبه جمجمة الانسان. وقال بعضهم سميت بهذا الاسم لكثرة ما طرح فيها من جماجم القتلى. وقيل ايضاً أن جمجمة آدم كانت مدفونه هناك. فلما وصلوا به الي ذلك المكان اعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب ولما ذاق لم يرد ان يشرب و المرجح ان الذين قدموا للسيد المسيح له المجد هذا الشراب هم من اليهود لانه لم يكن ذلك من عوائد الرومان ولان اليهود كانوا يتبرعون به لكل محكوم عليه بالموت عند قتله. ولان الربانيين اعلنوا انه من اعمال التقوى والبر بناء على قول الحكيم”اعطوا مسكراً لهالك وخمراً لمرى النفس. يشرب وينسي فقره ولا يذكر تعبه بعد”ويظهر ان السيد المسيح له المجد ذاقه اكراماً لمن اسدى له هذا المعروف إعطائه إياه ولكنه ابى أن يشربه لانه فضل أن يكون له الحس لتام بالآمه ولم يشاه أن يعكر صفاء. عقله ليكابد جميع آلام الصلب وهو حالة الصحو. لان الكأس التى اعطاه الاب ليشر بها: اما الشراب فكان من الاعشاب المرة كالافسنتين وامثاله ممزوج بنقيع بزر الخشخاش وخل حامض يختلف عن الخل قيلاً وغايتهم من مزج الخمر به ليكون شديد التأثير حتى انه بمجرد ما يأخذ منه المصلوب لا يدرى ولا يشعر أن كان ميتاً أو حياً. “حينئذ صلبوا يسوع”كان الصلب عند الرومانيين من أشد العذابات المبرحة لما فيه من التشهير و العار الذى يلحق بالشخص المصلوب والالامات الشديدة حيث يبقى المصلوب معلقاً ثلاثة أيام أو أكثر فيعتريه جوع وأرق وحمى من التهاب الجراح بحيث أن أدنى حركة يأتيها تسبب له ألماً شديداً فى كل أجزاء الجسم من المسامير فى اليدين والرجلين و كذا الدم الذى يتجمع فى الرئتين ويضغط على القلب كان يسبب ألما فظيعاً لا يحتمل ولا يطاق مصحوباً بعطش شديد وكان الصلب لعنة حتى أن الرومان لم يقاصوا به البتة الرعايا الرومانيين بل كانوا يعاقبون به الارقاء واللصوص والعصاة والمجرمين. والصلب أصلا كان فى بلاد الفرس وعاقب به كل من المصريين واليونانيين والرومانيين. فاسكندر الكبير عند افتتاحه مدينة صور إذ صلب من أهلها الفين. والرومانيون لم يوقعوا علي رومانى حكم الموت بالصلب بل خصوا به العبيد ومن يرتكب أشر الآثام وأهل الولايات التى استولوا عليها لانهم يحسبونهم كالعبيد. وكراسبوس القائد الرومانى سيج الطريق من مدينة كبيو إلى مدينة روميه بصلبان العبيد الذين عصوا الدولة الرمانية. وصلب اغسطس قيصر ستة آلاف عبد فى جزيرة صقلية أي سيسيليا لانهم عصوه. وكانت العادة أن يحمل المحكوم عليه بالصلب اعلان العلة التى صلب لاجلها حتى إذا وصلوا محل الصلب وهناك يوضع فوق رأسه. فكانت علة السيد المسيح عند بيلاطس (هذا هو يسوع ملك اليهود) وكتب هذا العنوان بثلاث لغات كانت شائعة فى سوريا وقتئذ وهى العبرانية واليونانية واللاتينية. وقصد بيلاطس بذلك العنوان تعيير اليهود بصلب ملكهم والتشهير بهم. فاعترضه الرؤساء علي ما كتب فلم يبال بهم ولم يذعن لقولهم بل قال ما كتب فقد كتب. فما لقب المجوس به المسيح عند ميلاده تمجيداً له: لقبه به أيضاً بيلاطس عند موته: وقد اتخن جسده بالجراح من جراء حمل الصليب الضخم الثقيل سائراً به فى شوارع أورشليم بين سخرية الجمع وإهانة الخصوم وتهكم السفلة وشتائم الاجلاف وتشفى الاعداء يئن تحته أنين المحتضر فيقع تارة علي الحجارة وينهض أخرى. خائر القوى شاحب الوجه دامى الاعضاء حتى بلغ مذبح الجلجلة وهناك جرى مقتله بحراب المسامير على الصليب فتأثرت الطبيعة من هول هذا المنظر: الشمس حجبت نورها بغير أوان خجلاً من أن ترى بدعها معلقاً على الصليب عارياً والخليقة تتفرس فيه مثل حام الوقح. والارض تزلزلت اضطراباً والصخور تشققت التياعاً على رب المجد. ولسان حالها يقول دعنى ابتلع الاشرار كما ابتلعت قورح وداثا وأبيرام(عدد16:31و32). ومن الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة صارت ظلمة على الارض كلها فكانت هذه الظلمة معجزة لانه لايمكن أن يحصل كسوف للشمس إلا والقمر هلال وكان يومئذ اليوم الخامس عشر من الشهر وكان القمر بدراً وكان هذا الكسوف كلياً لا جزئياً فلبس العالم كله أثواب الحداد حزناً على خالق الكون ومدبرالمسكونة ونور العالم وشمس البر: وما صلب اليهود له بأقل قسوة منا. فمنا من أزاد صليبه ثقلا ومنا من هزأ به أكثر من هيرودس ومنا من باعه بأشد خيانة من يهوذا ومنا من جلده بافظع قساوة الشرطة. ومنا من غرز فى هامته أشواكاً أحد من أكاليل صالبيه ومنا من زاد مسامير صلبه عدداً. ومنا من طعنه لا بحربة كقاتليه بل بحراب الخطايا ،والذنوب يامن ألهم للص اليمين التوبة. وهداه إلا سبل الرشاد أنر عيون قلوبنا فنرى شناعة الخطية ونرجع عنها نادمين على مافرط منا من المعاصي والشرور. وفى وقت الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا”إيلى إيلى لما شبقتني”لفظة عبرانية مكررة معناها إلهى إلهى لماذا تركتنى وجاء فى انجيل معلمنا مرقس”ألوى ألوى”وهذا اللفظ أيضاً مثل إيلى إيلى إلا أن معلمنا مرقس نقلها بلفظه السريانى كما نطق به السيد المسيح له المجد: أن هذه الكآبة المريرة التى اضطرت مخلصنا له المجد إلى هذا الصراخ المرهب”إلهى إلهى لماذا تركتني”هى شناعة الخطية التى ارتكبها الانسان وقيامه نيابة عنا أمام العدل الالهى ليفيه حقه إذ ذاق الموت عن جميع الناس ولانه جعل وهو لم يعرف خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه وقول أشعياء: أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن أن جعل نفسه ذبيحة أثم وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا وكما قال بطرس أيضاً.وتألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الاثمة لكي يقربنا إلى الله وبعد ذلك صرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح ولعل هذا الصراخ كان هتاف الفرح لانه أكمل عمل الفداء. اللاهوت لم يفارق الناسوت بما اننا قد عرفنا أن السيد المسيح له المجد عند تجسده كان إلهاً كاملا متأنساً وقد اتحد لاهوته بناسوته بدون اختلاط ولا امتزاج ولاتغيير فكان بناسوته قابلا لكل ما يطرأ عليه من صعوبات الحياة كالجوع والعطش والتعب والصراخ والبكاء والحزن وسائر التجارب العالمية ماعدا الخطية وأما بلاهوته فمتعال عن ذلك علواً كبيراً فيهب الشبع للجوعان ويروى العطشان ويريح من التعب ويعزى الحزين ويخلص من التجارب وقد شهد الروح القدس بذلك علي أفواه الرسل القديسين فيقول بطرس الرسول الذى حمل هو خطايانا فى جسده على الخشبة وقال الرسول إذ أرسل الله ابنه فى شبه جسد الخطية ولاجل الخطية دان الخطية في الجسد وبصريح العبارة يبرهن بطرس عن موته بالجسد قائلا : مماتاً فى الجسد ولكن محى في الروح لانه مكتوب عنه الذى وحده له عدم الموت ساكناً فى نور لايدنى منه فعند موته أسلم روحه الطاهرة قائلا: لأبيه يا أبتاه في يدك استودع روحى وهكذا مات بناسوته ولم يفارقلاهوته جسده لحظه لا قبل الصلب ولا حين الصلب ولا بعد الصلب. وإذ تقرر ذلك نقول انه لايمكن أن يكون فى المسيح فعلان. أحدهما يضادد الآخر واحد يولد والآخر لا يولد واحد يبهر بالعجاب و الآخر تقع عليه الاهانات. واحد يصلب والآخرلا يصلب. بل أن المولود والصانع العجائب. والمصلوب هو واحد. هذا هو الايمان الرسولي واتفاق أصوات البشيرين وأقوال الآباء. ومما يبرهن على عدم موته انه لما طعنه أحد الجنود بالحربة خرج من جنبه ماء وعلامه على انه حى ولن يموت. وجاء فى تاريخ الكنيسة الذى أخذ عن التقاليد القديمة أن يوسف ونقوديموس لما شرعا فى تحنيط السيد امسك يوسف يده وقال هذه اليد العظيمة كددت المخلوقات تموت وأنا أحنطها. ففتح المسيح عينه وتبسم فى وجهه فصرخ عند ذلك يوسف قائلا : قدوس الله قدوس القوى قدوس الحي الذى لا يموت. ولذلك لقد رتبت الكنيسة هذه التسبحة بين ترنيماتها فى أسبوع الالام. وإذن فليكن معلوماً أن قبول ربنا الآلام والموت لم يكن من حيثية لاهوته الاقدس. إذ أن اللاهوت منزه عن كافة الانفعالات ولذلك لم تتطرق إليه التأثيرات بما انه متحد بالناسوت اتحاداً ذاتياً طبيعياً أقنومياً لا يقبل الانفصال ولا الافتراق ولايشوبه تثنيه
السبب الذى مات لاجله يسوع دون سواه
قبل أن تخلق الكائنات. وقبل أن تتعين الازمان علم الله بسابق علمه أن الانسان سيخطئ ويعمل الشر على الارض. وبما أن أجرة الخطية الموت وكان الله من فرط رحمته لا يشاء أن يهلك الانسان الذى هو مزمع أن يخلقه. دبر أمر خلاصه قبل أن يظهر فى عالم الوجود. ولما كان ذلك الخلاص لايتم الا بواسطة بار قدوس لا عيب فيه ولا يوجد في فمه غش. خارج عن الجنس البشرى متنزه عن الخطية. وبما أن هذا الامر لا يقدر أن يقوم به ملاك أو رئيس ملائكة أو نبي أو قديس. لان طبيعة الملائكة غير طبيعة البشر. والانبياء و القديسون فمولودون بالخطية الجدية التى عمت جميع النوع الانساني ولم يستثن منها أحد كقول بولس الرسول(من أجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع كما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم. ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد وبما انه لا يقدر المذنب أن يخلص مذنباً مثله كما وان المحتاج لا يسد عوز من يشبهه فى الاحتياج رأى الله تعالى أن لايتم هذا الفداء إلا بالاقنوم الثانى الذى بواسطته قد صورت الخليقة كما شهد بذلك معلمنا يوحنا الانجيلى (كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان فوجب بمن أوجد الموجودات أن يكون به الخلاص دون سواهفأرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبنى) فليس صورة الانسان التى كانت قد أفسدتها الخطية ليجددها مرة ثانية ويعيد لها مجدها الاول وكان ذلك باجماع الثلاثة الاقانيم على خلاص الانسان. فالآب قد استوفى عدله منه والابن قد قدم عنه لوفاء. والروح القدس غفرله خطاياه فهذا السبب الذى جعل الله أن يتخذ صورة عبد وجسد انسان خاطئ ليدين الخطية في الجسد وكان الله قادراً أن يخلص الانسان بكلمة كما خلق العالم بكلمة ولكن بما انه عادل رأى أن لا تحصل مغفرة إلا بسفك دم فلذا لزم هذا التجسد العجيب الذى ما هو فوق الطبيعة وذلك تنفيذاً للعدل الالهى(أن النفس التى تخطئ هى تموت) وعليه فقد اقتضت رحمة الله أن تقوم بعمل التكفيرعن الانسان المذنب. وبذلك يكون الله عادل ورحيما فى آن واحد. فالعدل قد استوفى حقه بموت الابن على خشبة الصليب. والرحمة قد توسطت في صنع الخلاص فصارعدل الله ورحمته متساويين إذ كل منهما قد استوفى حقه حتى لا يكون بينهما تفاوت.
صورة خطاب
من ربوليولينو مدير اليهودية بأورشليم إلى محفل قيصر رومية وهذا الخطاب المذكور وجد فى خزانة الأمير شراوينى من ايطاليا يصف فيه شكل وأخبار السيد المسيح وها هو بحروفه: أيها الملك بما اننى فهمت أنك ترغب معرفة ما أخبرك به الآن لكون فى وقتنا هذا وجد رجل عائش عيشة فاضلة يدعونه رسول الفضيلة وتلاميذه يقولون انه ابن الله خالق السماء. والأرض وكل ما يوجد فيهما بالحقيقة أن كل يوم نسمع أموراً عجيبة عن يسوع هذا فيقيم الموتى ويشفى السقماء بكلمة واحدة وهو معتدل القامة وجميل المنظر جداً ووجهه ذو هيبة هكذا حتى أن الذين ينظرون إليه يشعرون باجتذابهم اليه ويحبوه ويخافوه وشعر رأسه نازل لحد أذنيه ومن أذنيه مستدل على كتفيه وهو بلون التراب انما عليه ضياء وفى وسط جينه غرة كعادة الناصريين. أما جبينه فبسوط كثيرا صفاوة ووجهه. ليس فيه تجعد ولا علامة البتة. وفخذاه بغاية الاعتدال وأنفه وفمه لا يعبران. بحسن فى أحد ومنظره يفيض خشوعاً وورعاً وعيناه كأشعة الشمس ولا أحد يقدر أن يحدق بنظرة اليه من كثرة الضياء. وإذا وبخ أرهب وإن أنصح أبكى ويجعل الجميع يحترمونه لأنه ذو سماحة وهيبة ويقولون أنه. لم ينظر ضاحكاً فقط باكياً وذراعاء. ويداه. زائدة الجمال. أما فى الاجتماعات فيرضى كثيرين ولكن ينظر لهم نادراً وعند وجوده بينهم يجلس بغاية التهذيب ففى رؤيته وشكله هو اجمل انسان يمكن تخيله ومشابه بمقدار عظيم لأمه التى هى أجمل فتاة يمكن مشاهدتها أو تشاهد قط بهذه الجهات. فيا أيها الملك إن رغبت جلالتكم أن تراه فاخبرنى لكى لا أتقاعد عن توجهه إليك سريعاً. لكنه بالعلوم قد أفعل مدينة أورشليم بأجمعها فيعرف كافة العلوم من غير أن يتعلم وقارة يمشى حافى الاقدام مكشوف الرأس وكثيرون عند نظرهم اليه يضحكون منه أما فى حضور. أو التكلم معه فأنه يرهب ويذهل ويقولون أنه لم يسمع قط رجل هكذا فى الجهات وبالحقيقة مثل ما يقولون لى اليهود اننا لم نسمع قط مشورات حكمه من أحد كل ما يعلم يسوع هكذا وكثيرون آخرون يتهكمون ويشتكون لى منه قائلين أنه مضادد لشريعة عظمتكم وترانى معنفاً جداً من هؤلاء اليهود الأشرار ويقولون. انه ما أغاظ أحداً قط بل كافة الذين عرفوه. أخبرونى عنه يقولون انه حاصل لهم منه على انعامات وصحة كثيرة وفى كل الأمور انى مستعد لطاعتكم وما تأمرون به جلالتكم يجرى عاجلا.
انزال السيد المسيح له المجد عن الصليب ووضعه فى القبر
جرت العادة عند الرومانيين أن يتركوا جثث المصلوبين على صلبانهم حتى تأكلها الجوارح أو وحوش البرية أو تتلاشى من ذاتها. وأما لليهود فكان عليهم أمر صريح من الله تعالى أن لا تبيت جثة المعلق على الخشبة بل تنزل وتدفن فى ذات اليوم الذي يصلب فيه وكانوا يطرحون جثث القتلى فى حفرة فى وادى هنّوم. ويسمى هذا الوادى بعدة أسماء منها الجزء الواقع جنوب غربى أورشليم يدعى بوادى ربابة. و يسمى فى الكتاب المقدس وادى هنوم ووادى ابن هنوّم ووادى بنى هنوم وهو وادٍ ينحدر من باب الخليل إلى بئر أيوب ويفصل جبل صهيون عن تل المؤامرة السيئة. ويسمى الجزء الجنوبى الشرقى من هذا الوادى توتة أو وادى القتل وكان تخماً بين بنيامين ويهوذا. وبنى سليمان على الجرف الجنوبى المشرف عليه مرتفعات لموآب وأجاز آحاز ومنسى اولادهما بالنار فى هذا الوادى وأبطل يوشيا هذه العبادة يتنجيسه الوادى والمرتفعات بعظام الناس وباشياء. أخرى دنسه وبتكسيره التماثيل وقطعه السوارى ومن ثم صار متغوطاً تنصب اليه بواليع البلد ومرمى كناساتها وبالنظر إلى ما هذا الوادى من نار مولك ومن ثم بالنيران المستعملة لاحراق الكناسات أخذ اليهود يسمونه جهنم(أى أرض هنّوم) وجعلوه علماً لموضع العقاب وفيه طرحت جثتا اللصين. ولولا أن يوسف تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد الرب يسوع لطرح مع اللصين كما كان قصد رؤساء اليهود فأخذ يوسف الجسد وساعده على ذلك نيقوديموس الذى تماثله لكونه من أعضاء مجلس السبعين. وهذا أتى بمئة رطل طيب من مزيج والعود. وهو أيضاً كان يوافق يوسف فى الرأى ولم يكن موافقاً على الحكم الذى أصدره اليهود ضد يسوع ولفاه بكتان نقى وهذا لايفعله إلا الاغنياء والشرفاء. وذوى المقامات الرفيعة. وكان ذلك الكتان شقة طويلة تلف علي الجسم جملة مرات ولابد من ان الاطياب وضعت على الجسم وضمخ بها وبعد ذلك لف باللفافة ووضع فى القبر. فكما ان لله تعالى قد عين قبلا يوسف النجار ليعتنى بيسوع فى طفوليته. قد عين الآن يوسفاً أخر ليدفنه. وهذا يذكرنا بيوسف بن يعقوب فى العهد القديم الذى أعد القوت لشعب اسرائيل فى مصر. وهنا نرى أيضاً عناية الله العظيمة. فأنه لم يكن فى وسع السيدة مريم العذراء ولا التلاميذ أن يأخذوا الجسد ولكن يوسف الذى لم يكن يعرف فى ذلك الوقت كتلميذ بل كانسان غنى ومشير أخذه بغاية السهولة وتمت نبوة أشعياء جعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته ثم ان نيقوديموس الذى أتى إلى يسوع قبل الآن بثلاث سنين لكى يتعلم منه ظهر وقتئذ أيضاً كصديق ليوسف وساعده فى الاستعدادات لدفن المخلص له المجد. وقد وضع فى قبر جديد لم يوضع فيه أحد لان الله قد عين ان الذى لا يرى الفساد لايوضع فى قبر مع أجساد أخرى تفسد : فما أعجب عناية الله وتدبيره: أن جسد الرب قد وضع فى القبر يوم الجمعة قبل غروب الشمس وقام فى صباح الأحد باكراً فنكون المدة التى نامها السيد في القبر نحو ست وثلاثين ساعة.جزء من يوم الجمعة. ويوم السبت بليله. وجزء من يوم الأحد الذى قام فيه باكراً. فقد تعتبر هذه المدة ثلاث أيام وثلاث ليال. وذلك مبدأ فى كتاب التلمود الذى يُعد أقدس كتاب عند اليهود بعد كتاب الله. وهو أن اضافه ساعة إلى يوم تحسب يوماً آخر واضافه يوم إلى سنة يحسب سنة أخرى. وكذا كان الامر فى أستير وهكذا جار هذا الاصطلاح لوقتنا هذا فى حكومتنا وجميع الحكومات تحسب يوماً واحداً من السنة سنة كاملة. مثلا فى ولد الطفل فى آخر يوم من السنة تحسب له السنة كلها. وعلى ذلك فأنه قد يصح القول بأن السيد المسيح قد مكث فى القبر ثلاث أيام وثلاث ليال. ولولا ذلك لاعترض اليهود على المسيحيين وادعوا كذب مسيحهم لعدم اتمام وعده بقيامته صباح اليوم الثالث. ولكنهم لم يأتوا هذا الاعتراض بالمرة.
Free knowledge like this doesn’t just help, it promote deocarcmy. Thank you.
you are welcome .