القديس يوليوس الإقفهصي (اقفوص بمركز الفشن بمحافظة بني سويف) كاتب سير الشهداء، الذي أقامه السيد المسيح للاهتمام بأجساد الشهداء القديسين وتكفينهم وإرسالهم إلى بلادهم. وقد أنزل الرب على قلوب الولاة سهواً فلم يتعرض له أحد، ولم يرغموه على عبادة الأوثان. وحفظه الله عناية بالشهداء، واستخدم ثلاثمائة غلام لهذه الغاية. فكانوا يكتبون سير الشهداء القديسين، ويمضون بها إلى بلادهم. أما هو فكان يخدم الشهداء بنفسه ويداوى جراحهم،
وكانوا يدعون له ويقولون “لا بد من سفك دمك على اسم المسيح لتحسب في عداد الشهداء”. فلما زال ملك الملك دقلديانوس وملك قسطنطين البار، أراد السيد المسيح ان يتم له ما قد تنبأ به القديسون ليحسب في عداد الشهداء. فأمره الرب ان يمضى إلى أرقانيوس والى سمنود ويعترف بالسيد المسيح فانطلق إلى هناك فعذبه الوالي عذابات كثيرة وكان الرب يقويه. وصلى فإنشقت الأرض وابتلعت الأصنام سبعين وثناً ومائة وأربعين كاهناً كانوا يخدمونها، لما قدموها له ليسجد لها كأمر الوالي (لا تزال آثارها بجوار بنها؛ وقد إكتشفتها بعثة أثرية مع بقايا كنيسة أتريب العظيمة). فلما رأى الوالي هلاك آلهته آمن بالسيد المسيح. ثم مضى صحبة القديس إلى والى أتريب الذي عذب القديس يوليوس بعذابات شديدة، وكان السيد المسيح يقويه. وكان في بعض الأيام عيد للأصنام فزينوا البرابي (فيافى الأوثان أو هياكل الأوثان) بالقناديل والتماثيل وسعف النخل، وأغلقوا الأبواب ليبدءوا بالاحتفال في اليوم التالي، وطلب القديس من الرب فأرسل ملاكه وقطع رؤوس الأصنام وغبر وجوهها بالرماد وأحرق السعف وجميع آلهة البرابي. ولما أتوا صباح اليوم التالي وهم متسربلون باللباس للاحتفال بالعيد ورأوا ما ألم بآلهتهم، عرفوا ضعفها، فآمن والى أتريب وعدد كبير من الشعب بالسيد المسيح، ثم مضى القديس من هناك إلى طوه (طوه، بقاياها بقرب طنطا) ومعه والى سمنود ووالى أتريب، واجتمع بالأسكندروس واليها. فامتنع أولاً عن تعذيبهم، ولكنه رجع أخيرا فأمر بضرب أعناقهم. وهم يوليوس وولداه تادرس ويونياس وعبيده، وواليا سمنود وأتريب، وجماعة عظيمة يبلغ عددهم ألف وخمسمائة نفس إستشهدوا معه، وحملوا جسده وولديه إلى الإسكندرية، لأنه كان من أهلها. إستشهد القديس يوليوس الإقفهصي في 22 توت، شفاعته تكون مع جميعنا ولربنا المجد دائمًا أبدياً.