ان عبارة المسيح الحى مفرحة للتلاميذ و لكنها كانت تخيف رؤساء اليهود كما انها كانت تخيف الخطاه جميعا….
1- لم تكن تخيفهم وقت القيامة فقط و وقت الكرازة بها بل ان هذا الخوف سيظل يتابعهم حتى فى المجىء الثانى للمسيح و فى الدينونة.
2- كانت قيامة السيد المسيح فرحا للتلاميذ و لنا ايضا.
لقد فرحوا لانهم راوا الرب و راوه حيا خارج القبر و كانوا يظنون أنه لا لقاء.
و فرحوا لان السيد قد انتصر فى معركته ضد الباطل و انه “سيقودهم فى موكب نصرته” (2كو14:2) و فرحوا لانهم تخلصوا من شماتة الاعداء بهم ، كما تخلصوا من قلقهم و اضطرابهم و اختفائهم و اصبح الان بامكانهم يخرجوا و يواجهوا الموقف ، و يتكلموا بكل مجاهرة و بكل قوة عن قيامة المسيح . فرحوا لان الصليب لم يكن نهاية القصة ، و انما كانت لها نهاية مفرحة بالقيامة ، أزالت الام الجلجثة و جثسيمانى و ما بينهما و ما بعدهما.
هو قال لهم “أراكم فتفرح قلوبكم” و نحن نعيد بأفراح القيامة ، التى تشعرنا بأن المسيح حى معنا. و أنه لا يمكن أن يحويه قبر ، هذا الذى يحوى الكل فى قلبه…
3- بقيامته فرحوا لان القيامة ممكنة:
و ذلك بالدليل المادى الذى راوه أمامهم…
و هكذا قال عنه القديس يوحنا الرسول “الذى رأيناه بعيوننا ، الذى شاهدناه و لمسته أيدينا…” 1 يو 1:1)
يالقيامة تحول خوف التلاميذ الى جرأة و شجاعة و عدم مبالاة بكل القوى التى تحارب كلمة الله و هكذا استطاع بطرس بعد القيامة أن يقول “ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس”
4- و بالقيامة ، شعر التلاميذ انهم فى ظل اله قوى…
الذى يؤمنون به “بيده مفاتيح الهاوية و الموت” فيه الحياة ، بل هو القيامة و الحياة …. من أمن به و لو مات فسيحيا .. و هو مصدر الحياة ، ليس على الارض فقط ، و انما الحياة الابدية أيضا..
5- و فرح التلاميذ لان الرب وفى بوعده لهم.
لما تحققت امامهم وعود المسيح لهم بأنه سيقوم و سيرونه ، وثقوا أيضا بتحقيق كل الوعود الاخرى التى قال لهم عنها مثل “أنا ماض لاعد لكم مكانا و ان مضيت و أعددت لكم مكانا اتى ايضا و اخذكم الى ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا” (يو3،2:14).
وو ثقوا ايضا بوعوده بارسال الروح القدس اليهم (يو7:16) و أنهم سينالون قوة متى حل الروح القدس عليهم (أع8:1) و وثقوا بوعده “ها أنا معكم كل الايام و الى انقضاء الدهر” (متى 20:28) و كل هذه الوعود منحتهم قوة و ايمانا و فرحا.
6- و فى فرح التلاميذ بالقيامة ، فرحوا أيضا بكل ألم يلاقونه فى سبيل الشهادة لهذه القيامة.
لقد أصبح للالم مفهوم جديد فى فكرهم و فى شعورهم ، لانه قد صار لهم فكر المسيح (1كو16:2) اصبح الالم فى اقتاعهم هو الطريق الى المجد كما حدث للمسيح فى صلبه واضعين أمامهم هذا الشعار “ان كنا نتالم معه ، فلكى نتمجد أيضا معه” (رو17:8) و هكذا تحملوا الالم و هم يقولون “كحزانى و نحن دائما فرحون” (2كو10:6).
7- و بالقيامة أصبح الصليب اكليلا و مجدا ، و ليس الما..
ما عاد التلاميذ يتضايقون من الاضطهادات و هكذا يقول بولس الرسول “لانى أسر بالضعفات و الشتائم و الضرورات و الاضطهادات و الضيقات لاجل المسيح” 2كو 10:12) و يقول أيضا “كحزانى و نحن دائما فرحون” (2كو10:6).
المرجع: تأملات في القيامة – البابا شنودة الثالث