عبارة ربنا موجود يسمعها الضعفاء فيطمئنون و يسمعها الخطاه و القساه فيرتعشون ، ربنا لا يوجد فى السماء فقط و لكنه يوجد على الارض ايضا . فالناس كلما يتذكرون الله يظنون انه فقط فى السماء و لكن الله كما هو موجود فى السماء و على الارض ايضا فهو خالق السموات و الارض.

فعبارة ربنا موجود تعنى انه موجود معنا على الارض و موجود فى السماء و يعمل فى السماء و فى الارض لذلك نقول عنه ضابط الكل و هو الذى قال “ها انا معكم كل الايام و الى انقضاء الدهر”. و قال ايضا “حيثما اجتمع اثنين او ثلاثة باسمى فهناك اكون فى وسطهم” معنا طول حياتنا على الارض و معنا ساعة الموت يستلم الروح و معنا بعد الموت فقد قال للص اليمين “اليوم تكون معى فى الفردوس” . ربنا موجود يسمع و يرى و يراقب و يقول لكل انسان “انا عارف اعملك” لا تظن انك تستطيع ان تخفى شىء على الله و الا تكون لا تؤمن ان الله موجود. فهو يقول ان الذى يقال فى المخادع ينادى به فوق الاسطح” فكل شىء مكشوف و مُعلن امام الله.

ويل للانسان الخاطىء فى اليوم الاخير ، اليوم التى تفتح فيه الاسفار و تقرا الافكار و يصبح كل شىء معروف للكل

عندما نقول ان ربنا موجود نؤمن بوجوده معنا فى الضيقة ، موجود فى اتون لنار مع الثلاثة فتية و موجود فى جب الاسود مع دنيال و موجود عند البحر الا حمر عند الشعب الخائف و موجود مع داود امام جليات الجبار و الله موجود مع يونان ، استطاع ان يخرجه خارجا.

ان اولاد الله لا يخافون ابدا ما دمت تشعر ان الله موجود فهو يكون “لا تخف لانى معك” و يقول داود” الرب نورى و خلاصى ممن اخاف، الرب عاضد حياتى ممن ارتعب” فالذى يؤمن بوجود الله ، يؤمن بحماية الله لذلك يقول داود “الله لا يترك عصى الخطاه تستقر على نصيب الصديقين”

و الذى يؤمن بوجود الله يؤمن بقوة الله ، فالله اعطى داود قوة عجيبة خلصته من الدب و الاسد عندما هجم عليه لان قوة الله كانت معه.

انت يا اخى تاتيك قوة من الله دون ان تطلب فاثناء مذلة الشعب من فرعون لم يطلبوا و لم يصلوا و قال الرب “انا رايت مذلة شعبى، انزل و اخلصهم”

ربنا موجود كراعى يقول طانا ارعى غنمى و اربضها و اعصب الجريح و اُجبر الكسير و ارد المطرود” (حز34)

ايها الابناء و الاخوء ربنا يعمل من اجلنا فى ثلاثة امور يعمل بنعمته و يعمل بروحه القدوس و يعمل بخدمة ملائكته

من جهة نعمته يقول الرسول ” النعمة المعطاه لى ، النعمة العاملة معى ، و انا بدون نعمته لست شيئا”

يعمل بروحه القدوس الذى يبكت على الخطية و الذى يرشد الى كل الحق و يعمل من اجل خلاصنا

يعمل بملائكته لان الكتاب يقول “اليسوا جميعا ارواحا خادمة مُرسلة للخدمة من اجل العاتدين ان يرثوا الخلاص”

المرجع: كتاب “عشرة محاضرات للذين فى ضيقات” للبابا الشنودة الثالث”