انا مسيحى لانى ادركت ان لى قيمة فى الحياة

قرأت ذات يوم هذا الخبر الصادم ان أحد المراهقين ويدعى ( وانغ ) يسكن فى احد افقر الاقاليم الصينية قد اشترى جهازى ( اى فون ) و ( أى باد ) وعندما سألتة والدتة من اين أتى بالاموال اعترف ببيع كليتة !

هذا نموذج الانسان المعاصر الذى تحاصرة قيم الاستهلاك فتجعلة يبيع جسدة بالمعنى الحرفى ليقتنى أدوات التكنولوجيا !! وهناك على الجانب الاخر من تبيع جسدها وهناك من يبيع مبادئة وهناك من يبيع علاقاتة الخ .

ان المجتمع المعاصر فى حالة فقدان للقيمة الانسانية وفى نفس الوقت تجدة يعلى من القيمة الاستهلاكية او يعيد تقديمها فى ثياب القيمة الانسانية ! الا ان قيم الاستهلاك اصبحت سيدا عاتيا يستعبد البشر ويجعلهم فى حالة من الجوع الى المزيد والمزيد والمزيد …..

ان فى بعض بلدان الغرب الان تجد العشرات من الكنائس تباع او تتحول الى متاحف عامة او على اقل تقدير تبقى مفتوحة لبضعة عجائز يأتين بين الحين والاخر !! فى هذا اشارة واضحة الى ان تلك المجتمعات قد استبدلت قيم ( الحضور الالهى فى العالم ) بقيم الانسان اولا واخرا .. الألفا والأوميجا – ولكن بمنطق الاستهلاك من اجل حياة تبدو سعيدة !!

تقول الاحصائيات انة بالرغم من تقدم الشعوب فى كل اسباب ووسائل الرفاهية والراحة الا ان الانسان يزداد شعورا بالوحدة ويزداد شعورة بانعدام المعنى بل ان معدلات ارتفاع الامراض النفسية تزداد بنسبة كبيرة فى الدول الصناعية الكبرى والتى تهب مواطنيها قدرا من الرفاهية افضل مما تهبة غيرها من الدول . قيمة الاسرة انهارت . وقيمة الزواج تتراجع وخاصة مع الاتجاة الى الارتباط بدون زواج فى تلك البلدان.

وعلى الجانب الاخر تجد ان الدول التى تحكمها انظمة شمولية ديكتاتورية قمعية سواء بخلفية دينية ام لا  فان قيمة الانسان متراجعة بشكل مخيف فالحوادث تجرى دون اكتراث من الاجهزة المعنية , والتعاملات المجتمعية يشوبها التوتر وتعتمد على القبلية ونصرة الاتباع اكثر من تحكيم القانون بل ويتم تحريك الجموع والزج بهم فى مستنقعات تصادمية بكلمة واحدة وان كان ضد القانون الحاكم والمنظم للعلاقات

فى البلاد كما يتم التمييز بين الرجل والمرأة بشكل مهين للمرأة وكذلك التمييز بين المواطنين على اساس دينى وعرقى بل وطبقى كما يتم العبث بالطفولة بالعمل المبكر والزواج المبكر … وفى كل هذا تختفى قيمة الانسان الذى يشعر انة رقم … نعم انة رقم لا اكثر وسط عشرات الملايين !!

ان احدى وسائل العقوبة فى السجون هى تحويل البشر الى ارقام فيتم التعامل مع كل سجين على انة رقم مجرد  , رقم ياكل ويشرب لانة انحدر عن السلوك البشرى السليم بالجرم الذى ارتكبة !

لذا فالبشرية الان تحيا فى سجن كبير خلقتة قوى اقتصادية وايديولوجيات سياسية ودينية هذا السجن معد جيدا ليصير الانسان منشغلا برفاهتة / بطعامة / بحقوقة ليل نهار ولكن المهم هو ان يبقى داخل جدران هذا السجن الكبير وحينما يبدأ احدهم فى التفكير فى قيمة ومعنى للحياة فانة يدرك وجود الجدران وقتها يخرج خارجا ليتنسم هواء نقى … هواء الحرية الحقيقى … حينئذ يدرك أن هناك حياة خارج السجن الكبير والذى يبدو فى بعض الاحيان انة مذهب تلك النقلة خارج جدران السجن هى تحويل الاعين والقلب والفكر الى اعلى بحثا عن المعنى عوضا عن البحث فى اطار افقى أحادى فادراك وجود اللة أدراكا شخصيا لا ادراكا جمعيا يساعد الانسان على رصد الملامح الاصلية للوجود الانسانى ومعناة وقيمتة وغايتة والتى لا يمكن ان تفسرها كل وسائل الراحة وكل اسباب العلم داخل جدران السجن الكبير .

خارج السجن يدرك الانسان انة ليس رقم يتوسط ارقام يأتى الى الوجود ويرتحل عنة فى صمت وان فى شهرة تطبق الافاق فالاذان تنغلق بالموت عن سماع المديح والاعين تنغلق بالموت عن رؤية الاتباع والاحباء ولن يتبقى للانسان الا صمت مطبق ! الا ان الروح وقتها لن تكون صامتة باى حال فهى اما مسبحة على اجتيازها رحلة الايمان على الرجاء واما منتحبة على اخفاقها فى رصد كل نداءات الحياة الالهية المالئة للوجود .

خارج السجن رداء البنوة الالهية لامع ينتظر من يرتدية ليدرك المعنى الحقيقى لوجودة فى الحياة كابن للة بالنعمة علية ان يبذر بذور الايمان والحب فى العالم لياتى بها اثمار الى الاب فى رحلة كلها بهجة بنوة واختبارات ابوة غزيرة العطاء والحب

ان الانسان فى المسيحية او بالاحرى فى المسيح ليس رقما بل ابنا مقربا محببا للاب لايوجد معتقد اخر يتعامل فية اللة مع  اتباعة انهم ابناء سوى فى المسيحية وذلك لانة ليست بنوة للاب خارج عن الابن الوحيد يسوع ( لانكم جميعا ابناء اللة بالايمان بالمسيح يسوع ) غل 3 ؛ 26

والرب يسوع كابن للاب بطبيعتة الالهية السابقة على بدء الازمنة ينقل لنا نبض الاب ومشيئتة من جهة خليقتة ( لا اعود اسميكم عبيدا لان العبد لا يعلم ما يعمل سيدة لكنى قد سميتكم احباء لانى اعلمتكم بكل ما سمعتة من ابى ) يو 15 : 15

هذة الحقيقة يجب ان تكون حاضرة على الدوام حينما نتحدث عن المسيحية التى حولت الانسان من رقم مهمل او رقم مستعبد او حتى رقم متعبد الى ابن محبوب حاضر على الدوام فى قلب الاب ولة ميراث مع المسيح وفية

ان اللة بالنسبة لك ليس سيدا يحتاج منك الاكرام والعبادة والذبائح ليهنأ بينما انت تشقى ! ولكنة أب يريد لك الراحة والهناء والحرية من خلال تواصل حى ودائم وواع معة هناك فارق كبير بين الاثنين

اللة لا يمنحك قيمة مضافة ان اتبعتة فيسيدك على اخرين !! كلا هذا ليس  ألهك الذى تتبعة باى حال من الاحوال ولكن اللة قد منحك القيمة منذ البدء بانك مخلوق على صورتة ومثالة بك ملامح الهية فى وجدانك وكيانك وبك حس الهى ونبض الهى وفكر الهى عليك ان تكتشفة لتتمتع من خلالة بمعرفة من انت على حقيقتك لا من ان بعد تشوهت الخطيئة واكاذيب العالم ومبادىء التراب

نحن فى المسيحية نكتشف قيمتنا التى قد غرسها اللة فى قلب كل واحد منا فاللة يحبك بغض النظر عما تفعلة بل ان الخطيئة لاتجعلة يحبك بقدر اقل ولكن تجعلة يخشى عليك بقدر اكبر تصور انسانا يرى ابنة ينحدر نحو جرف وهو راكب دراجتة والاب يصرخ فية بالاستماع والعودة وهو لا يستمع ! هل يغضب منة الاب لانة اهانة بعدم سماع كلماتة المحذرة ام انة يخاف علية من عواقب عدم الاصغاء للكلمات المرشدة ؟ بالطبع يخاف علية لانة لايريد لابنة ان يسقط من على هذا الجرف المرتفع لئلا يجرح اللة يخشى علينا من جراحات الخطيئة والتى تجعلنا ننسى جمالنا الحقيقى وقيمتنا الحقيقية فنقبل بتشوهاتنا وكانها جزء اصيل من تكويننا !! تلك هى الخديعة العظمى التى يجب ان تنصدى لها ليل نهار مهما كان الثمن

ولكنك قد تقول ان الحديث عن قيمة الاصل والخلقة على الصورة وغيرة هى امور عامة وليست قيمة شخصية ! دعنى اذكرك ان كل رجال اللة وقديسية عبر العصور اكتشفوا قيمتهم الشخصية اثناء سيرهم معة ومن اكتشاف الاصل ادركوا ما يجب عليهم ان يحققوة لكيما يكتمل المثال ويشابهوا الاصل الابدى الرب يسوع

لقد اكتشفوا رسالتهم الهامة والخطيرة من نقطة انطلاق هى التساؤل : من انا بالحقيقة ؟ ومنها بدأت الاعلانات اثناء المسيرة تتوالى الى اين يجب ان اسير ؟ واى الطرق على ان اجتاز ؟ واى الاشجار على ان اكون فى حديقة الاب السماوى ؟

تلك الدعوة والمسيرة فى بدايتها لا يراها المحيطون ولا يستوعبها الاقرباء ولا يثمنها الاصدقاء الا ان عظمة الرسالة تتضح فيما بعد . ولعل من الامثلة التى تثير الدهشة ان احد اعظم العقول فى تاريخ البشرية وهو البرت اينشتاين كان حتى الرابعة من عمرة متأخرا فى النطق وهى من علامات وعوارض مرض التوحد !! فما الذى كان سيحدث ان اقتنع من حولة بهذة الحالة وتم التعامل معة كشخص معاق ذهنيا او  متأخر ذهنيا ؟ بالتاكيد فان البشرية كانت ستحرم من هذا العقل الاستثنائى .

ولكن ان انتقلنا الى المستوى الروحى يمكن ان تنسائل ماقيمة ابراهيم يوم ان كان ساكنا فى اور الكلدانيين باسم ابرام ؟ هو واحد وسط عدة الاف ليس بة شيىء ظاهر يدل على قيمتة الحقيقية كعمود منير مزمع ان يشرق بايمان ليس لة مثيل على الارض ولكن الان نحن ندرك من هو ابراهيم وما هى قيمتة الحقيقية لانة اكتشف القيمة وهو سائر بالطاعة للة فعرف العالم كلة عبر العصور من هو ابراهيم .

وهذا موسى فهو ذلك الشخص الذى يسكن فى الصحراء الجرداء بعد ان قتل المصرى ولا احد يعرفة بعد بل ولا احد يذكرة او يتذكرة ولكن اللة لاينسى احدا بل يرى ما لايراة احد من نوايا القلب واشتياقات النفس ولهب الايمان واستعدادات الطاعة وقوة الصبر ودأب البحث ليهبة اكتشاف القيمة الانسانية من خلال رسالة تجعل لحياتة هدف يستحق العيش من اجلة بل والموت من اجلة ان اقتضى الامر .

ومن هو صموئيل ودادود وسليمان وارميا واشعياء ودانيال ونحميا وملاخى ويوحنا المعمدان ؟ بل من هى مريم فتاة الناصرة لايعلم احد عنها شيىء ؟ والان لا احد فى العالم كلة عبر الفى عام لايعلم من هى مريم وماهى مكانتها الفريدة

من هو بطرس ويوحنا ويعقوب صيادى السمك البسطاء ؟ من هو بولس وبوليكاربوس واغناطيوس الانطاكى  وايريناؤس ويوستين الشهيد ؟ من هى بربارة ودميانة ومارينا واناسيمون وايلارية ؟ من هو اثاسيوس وكيرلس وغريغوريوس وباسيليوس ؟ من هو مينا وجرجس وفيلوباتير وقزمان ودميان ؟ من هو انطونيوس وبولا ومكاريوس وموسى الاسود ومكسيموس ودماميوس ؟ من هو ابرام الاسقف والام ايرينى والبابا كيرلس ؟ …. الخ

كل هؤلاء والوف غيرهم ساروا مع اللة فاكتشفوا قيمتهم الانسانية واكتشفوا رسالتهم المسيحية فعاشوا حياتهم وهم سعداء بالكشف الاعظم فى الحياة ( انا فى المسيح ) وان كانت مسيرتهم تخضبت بدماء واثخنت بجراحات وترضضت بشتائم وهزء وتشوية سمعة ونزفت باعراق على التقوى واسهاء وانات جوع وعطش ووحدة وشظف عيش …. الخ كل ذلك بالنسبة لهم كان نفاية لانهم اكتشفوا المسيح .. اكتشفوا المعنى الحقيقى للحياة اكتشفوا ما يملأ الفراغ الكيانى العميق الذى لم يستطع العالم ولن يستطيع ان يسدة … وكانهم يقولون بحس واحد عبر العصور : لقد وجنا المخلص ومعة لانريد شيئا من هذة الارض الفقيرة المعدمة والتى تستعطى من الزمان لياليها وايامها نعم فالارض لاتعطى معنى الانسان بل فى ارتباط الانسان بها سلبا فانها تشوش على المعنى الاصيل الذى خلق من اجلة الانسان

ان قيمة الانسان تتجلى بشكل اوضح بقدر استعدادة للتضحية بالقليل من اجل ملكوت اللة … باستعدادة ان يمسك المحراث ولا ينظر الى الوراء باستعدادة ان يسير خلف الرب يسوع ولو على دروب غير مأهولة بالمارة وغير أمنة فالرب هو حصن الحياة فمما او ممن تجزع نفس الانسان ؟

هناك من يكتشف قيمتة الانسانية ولكنة لايبحث عن مصدر تلك القيمة لكيما يستطيع ان يجدد تلك القيمة بالرجوع الى النبع على الدوام

ولكن هناك من يكتشف قيمتة الانسانية ويكتشف قيمتة المسيحية وامتياز ان يصير مسيحيا سائرا خلف الرب يسوع اذ يتحرك نحو الشمس الذى منها تتولد كل اشراقة خيرة فى وجود الانسان …

يكتب س.اس.لويس :

انا أؤمن بالمسيحية كايمانى بان الشمس تشرق ليس فقط لانى اراها ولكن بالاحرى لانى بها ارى كل الاشياء

الكثير من الناس ينادون بقيم انسانية وهذا شيىء رائع نحتاجة وبالاخص فى مجتمع كالذى نعيش فية والذى تغيب منة اولى مبادىء قيم الانسانية ولكن هل هذا كل شيىء ؟ بالطبع لا

فالقيمة الانسانية تجعل من المجتمعات افضل حالا ولكنها لاتجعل من الانسان افضل حالا لان الفراغ الذى فى قلبة مازال عميقا ولا يوجد ما يملأة

القمية الانسانية تعمل على الخط الافقى بين الانسان والانسان ولكنها لاتتضمن الا ما يحددة القانون الانسانى ولكن ان انحرف الانسان واساء  اليك فان القانون سيعاقبة ولكن لن يمكنة اصلاح ما حدث لك يظهر هذا الامر خاصة فى حوادث القتل والاساءة الجسدية فالجرح الناتج يكون عميقا وغائرا

بينما القيمة المسيحية ( اكتشاف قيمة الانسان فى المسيح ) تعمل على الخط الراسى فى عمق الانسان تدراوى اى جرح انسانى وتعطى معنى حقيقيا لكل ألم مهما كان اتجاهة بدون تلك القيمة المسيحية لن ينجو الانسان من سطوة جراح العالم وان بدا متماسكا فاكثر الناس تماسكا هم من يتألمون بعمق من الداخل …

حينما تتعاظم تلك القيمة المسيحية فى حياة البعض فانها تداوى جراح الاخرين ايضا وتحمل عنهم اثقالهم من فيض الحب الذى يملأ كؤوس من اختبروا قيمتهم كابناء للة تلك الحقيقة قادرة ان تداوى جرح العالم البشرى الذى دنس انسانيتهم بشكل او بأخر .

كانت ماريا فى العشرينات من عمرها حينما الم بها مرض خطير دخلت المستشفى على اثرة كان جل ما يؤلمها ليس المرض ولكن رؤية انها واحدة من المرضى وسط عشرات سيموتون فى نهاية الامر وكأن قوة حاصدة عشوائية تاتى لتطيح بحياة هؤلاء البشر فقدان قيمة ومعنى حياتها وموتها

كانت تجربتها الخطيرة التى اثرت على حالتها الصحية بشكل كبير جلس الاطباء مع اسرتها واخبروهم ان الحالة النفسية السيئة التى تملكها قد تعجل بوفاتها وتمنع الادوية من تحجيم المرض وكان والدها ممن يرون الكنيسة شكلا من اشكال التدين غير المرغوب في البيت . ارادوا حياة سعيدة بدون محددات اخلاقية للحياة هكذا اعتقدوا فى الكنيسة وكانها مجرد قيد اخلاقى فكانت تنشاتهم لابنتهم الوحيدة فى هذا الاتجاة مما ادى الى عزوفها عن اللة ومن ثم الكنيسة

كان تعريف الحياة فى البيت لايتعدى اللذة والرفاهية ولاشيىء اخر ولكن حينما حلت تلك التجربة يهم ادركوا ان الحياة التى كانوا يتوهمونها ليست كالواقع ومن ثم ادركوا ان حاجتهم للة ضرورة للحياة

ذهبوا الى الكنيسة التى لم يطأوا ارضها الا مجاملة فى الافراح وتلاقوا مع الاب الكاهن وقصوا علية الحكاية ابتسم فى وجههم ابتسامة بددت كل مخاوفهم من شماتة فى موقفهم القديم توقعوا منة ان ياتى الى الفتاة ليصلى لها كالمعتاد الا انة طلب منهم طلبا بدا لهم ثقيلا اول الأمر اعطى كلا منهم انجيلا وطالبهم بقرائتة اولا والحديث الى ابنتهم من خلال كلمات المسيح لمدة ثلاث ايام وبعدها يلتقى الفتاة

وبالفعل بدأ الاب والام فى قراءة يومية لكلمة اللة وللعجب لم يقرأونها بعيون جافة بل كانت دموع الالم والاحتياج والاشتياق تبلل صفحات الانجيل شاهدة ان الكلمة حية بالفعل كانوا يلتقون ابنتهم اليائسة ويرددون بعض العبارات التى كان يقولها يسوع لمن حولة فى مختلف الظروف بدت الفتاة مندهشة فى البداية الا ان الاندهاش لم يدم وتحول الى دموع الاشتياق الى هذا ( يسوع ) لياتى لنفس اقفرت من حر الصيف ولم يبقى بها ولا نبتة واحدة خضراء من الرجاء والحلم الحى كانت الام تحتضن ابنتها وهما يطلبان معا من الرب يسوع المجىء لتلك الاسرة التى طالما طردتة من على ابوابها

وبعد ثلاث ايام جاء الاب الكاهن وهو يحمل الاسرار المقدسة ولكنة طلب من الاسرة الخروج وطالب الفتاة المشتاقة للرب يسوع ان تطهر روحها وتلقى بحملها على الرب وهو سيحملة عنها بدأت الفتاة فى الاعتراف وهى مغمضة الاعين ولكنها كانت غارقة فى الدموع وبعد الاعتراف ناولها الاب من الاسرار المقدسة وهى تقول : أمين تعال ايها الرب يسوع كما طالبها الكاهن ان تتلو بعد التناول تركها الاب الكاهن وخرج خارجا والتقى اسرتها من جديد وطالبهم بالاستمرار فى قراءة كلمة اللة والمجىء الى الكنيسة للتناول من الاسرار المقدسة موكدا ان من يلتقى المسيح لن يكون عرضة لليأس ولن يخشى الموت فالمسيح يعطى قيمة للحياة ويغيرها

بعد اسبوع جاءت الاخبار للاب الكاهن ان جسد الفتاة بدا يستجيب للادوية وكان هذا اشبة بمعجزة وفى غضون اسبوعين لاحقين جائتة الفتاة طالبة ان تخدم المسيح فى افقر الاماكن واكثرها صعوبة فلقد ادركت ان المسيح حاضر بكثافة فى وسط الألم الانسانى والمعاناة الانسانية وهناك ذهبت لتخدمة باذلة من الجهد والمال ما يفوق كل من حولها لقد وجدت القيمة الحق فى المسيح اذ نقلها من الموت الى الحياة

لهذا انا مسيحى لان قيمتى كمخلوق على صورة اللة لايمكن ان ادركها بعيدا عن تعرفى على الاصل يسوع المسيح واقتفاء اثارة والسير على وقع كلماتة ونسمات محبتة التى عطرت البشرية بالحب

انا مسيحى لان قيمتى فى المسيح تداوى جراحات الحياة التى تلمس كيانى ووجدانى الداخلى والتى لايوجد فى العالم من يستطيع ان يضمد تلك الجراحات لانها من العمق بمكان لاتصل الية افضل الكلمات بل وحدة فقط مطهر البشريى بالفداء والذى بألامة شفينا لان تعزيتة فى العمق منا هى تعزية متألم من اجلنا تعزية حب يتلألأ فى ليل النفس فيعيد لها الامل فى فجر من الرجاء وميناء من الأمل لاتخفية علو الامواج وضربات العاصفة ولا اتساع البحار ولا محدوديتها

فخلف الليل فجر النور فى المسيح

وخلف البحار ميناء القيامة فى الرب يسوع

لذا نداء النفس لن يتوقف

وننتظر قيامة الاموات وحياة الدهر الاتى أمين