اريد ان اقول لكم ان كل مشكلة تاخذ شكلا هرميا ، ترتفع حتى تصل الى قمتها ثم تهبط الى اسفل و حينئذ مصيرها تنتهى لان الله لا يسمح ابدا ان المشاكل تستمر الى النهاية و الا الانسان لا يستطيع ان يحتمل و نضرب لذلك امثلة كثيرة.
تجربة ايوب: بدات المشكلة بحسد الشيطان لايوب فاذ برجال ايوب ياتون اليه باخبار سيئة: سرقة الغنم ، و هدم البيوت ، و موت الاولاد ، مشاكل متتالية و لم يتوقف حسد الشيطان عند ذلك بل زاد عن ذلك فضُرب ايوب بضربة فى الجسد كما ذكر الكتاب فى سفر ايوب (7:2) “فخرج الشيطان من حضرة الرب ، و ضرب ايوب بقرح من باطن قدمه الى هامته “لدرجة انه قال “نكهتى مكروهة عند امراتى” (اى17:19).
و زادت الامور عن ذلك فاصحابه الاحباء الذين اتوا لتعزيته و جلسوا معه اياما صامتين من هول المصيبة بداوا يوبخونه كما ان تلك التجربة هى بسبب خطاياه و تعب ايوب جدا لدرجة انه قال لهم”ليتكم تصمتون صمتا ، يكون صمتكم لكم حكمة” (اى 5:13).
زادت الامور اكثر و فى ميعاد انتهاء التجربة بدا الرب يتفاهم مع ايوب فيقول الكتاب “ورد الرب سبى ايوب” و قال لاليفاز من اصحاب ايوب الثلاثة “قد احتمى غضبى عليك و على كلا صاحبيك، لانكم تقولوا فى الصواب كعبدى ايوب” (اى 7:42) و طلب الرب منهم أن يقدموا ذبائح لاجل انفسهم و ان يصلى لهم ايوب و بعد ذلك أتى اقارب ايوب و معارفه و اعطوه اموالا و عوضه الله عن البنات و الاولاد بنفس العدد الذى مات و يقول الكتاب “كانت بنات ايوب من اجمل الناس” و عاش ايوب زمنا طويلا بعد التجربة.
و يوسف الصديق حسده اخوته و القوا به فى البئر و كانوا يريدون أن يقتلوه و اخيرا باعوه للاسماعليين الذين باعوه فى ارض مصر و اصبح خادما أو عبدا فى بيت فوطيفار و لم تنته المشكلة عند هذا الحد بعد ذلك اشتهته امراة فوطيفار و لما رفض أن يخطىء معها صرخت و اتهمته بانه يريد أن يخطىء اليها و القى به فى السجن و طالت مدة السجن و كيف انتهت ؟
فسر يوسف احلام لزملائه فى السجن و كان منهم اثنان خدام عند فرعون و لما قال احدهما لفرعون عن يوسف استدعاه فرعون ففسر يوسف حلم فرعون الذى سُر منه و جعله الثانى فى المملكة و سلمه خاتمه الخاص و صار يوسف المتسلط فى الممكلة و خاف منه اخوته و لكنه قال لهم “انتم اردتم بى شرا و لكن الله اراد بى خيرا”
متى أراد الله به خيرا ؟ فى نهاية المشكلة عندما وصلت الى اقصى حد لها.
هناك اناس ينظرون الى التجربة كتجربة دائمة و الى المشكلة كمشكلة مستمرة و لا ينظرون أنها لابد أن تنتهى و لابد ان الله سوف يعمل عملا و كل الوضع السابق ينتهى و ياتى شىء جديد من ربنا.
المرجع: كتاب البابا شنودة الثالث: عشرة محاضرات للذين فى الضيقات.