منذ سنوات، كان شاب يعمل كمرشد في شلالات نياجارا Niagara Falls، وفي يوم من الأيام إذ لم يكن لديه عمل يقوم به، انزل زورقه في الماء واضطجع فيه لينام. أما الزورق فقد احتضنته المياه الجارية، وأما صاحبنا فقد طواه نعاس ثقيل. كان يظن انه ربط الزورق رباطًا وثيقًا، غير أن تحركاته المتتابعة فكَّت الوثاق، فمضى في طريقه المرسومة مندفعًا في غمرة التيار، يحمل في جوفه صاحبنا المخمور بسكرة النعاس. كان على الشاطئ متفرجون يشاهدون الخطر القاتل الذي يتهدده فصاحوا به يوقظونه، وتصايحوا طويلًا لعله يستيقظ فيخلص نفسه. ولكن ذهبت صيحاتهم هباء. عند هذه النقطة كان الزورق قد وصل إلى صخرة قائمة في بطن المجرى. ولما رأى المتفرجون أن الزورق سيتوقف عن اندفاعه ضاعفوا جهودهم ليوقظوا الرجل النائم، صائحين به “اصعد إلى الصخرة، اصعد إلى الصخرة” ولكن النائم لا يسمع، ولم ينتبه إلى الخطر العظيم الذي يتهدده. أما الزورق فقد دفعته المياه الهائجة عن الصخرة لتطرح به إلى أعماق الشلالات. وهنا تنبه المسكين من رقاده ولكن وسط زئير الشلال العظيم الذي احتضنه طويلًا. ويا لها من كارثة! نائم في زورق يندفع في غير وعي بين شقي الرحى في قبضة الموت العنيد!

إن التفكير في هذا يزعج الإنسان. ومع ذلك فهي صورة لعدم اكتراث الناس في هذه الأيام. كثيرون لا يعنيهم مصيرهم المرعب فينامون في خطاياهم، يخدرهم ما في المتع الأرضية من مد وجذر ويطويهم في لفائف الثقة الزائفة. اعتمادهم على حياة بلا لوم في نظر أنفسهم وعلى المظهر الديني. وبرغم هذا فالجميع نيام في زورق غارق

“استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك نور المسيح” افسس14:5