نظرتُ من النافذة إلى الأسفل. العمارة مرتفعة وباقي الأبنية من حولي منخفضة. حجم المشاة والسيّارات صغير وكان بوسعي النظر إلى مسافة بعيدة بدون أي عائق.
لكن ما لفت انتباهي كان أسطح الأبنية المجاورة. فتّشتُ على بيت أحب شكله وحجمه. مرارًا كنت أمُّر من أمامه وأتأمّل بجماله إلا أنني اندهشت عندما وجدت أنّ سطح هذا البيت ملآن بمخلفات هذه الأسرة. صناديق، درّاجة مكسورة، إطارات سيّارة، زجاجات فارغة، وسادات، أحذية وملابس، و…
قلتُ لنفسي: لا أرى هذا عندما أمّر من أمام المنزل فحديقة هذا المنزل جميلة ومرتّبة.
ظننتُ أنّ هذه الحديقة تعكس هويّة وحياة هذه الأسرة. ولكن ماذا عن سطح هذا المنزل؟
تَذكرت جملة قرأتها في رواية بعنوان “The Magician’s Nephew” للمؤلف العظيم C.S.Lewis حيث يقول أن ما ترى وتسمع يعتمد كثيرًا على مكان وقوفك وأيضًا على نوعية شخصيتك.
فتأمّلت، يا ترى عندما النّاس يعبرون حياتي ماذا يرون ويسمعون؟ شكلي المرّتب وكلماتي الأنيقة؟ ماذا عن سطح حياتي؟ هل يرون ويقرأون أفكاري؟
للتوّ أردت تنظيف سطح حياتي.
فهناك إطار علاقة صداقة لم تنمو كما أردت، وأيضًا درّاجة مكسورة لحلم أردت تحقيقه ولم أنجح، وهناك زجاجات فارغة لإنجازات حقّقتها تُذكرني بأمجاد الماضي ولكن ماذا عن الحاضر؟ هناك صناديق دَفنتُ فيها ذكريات مؤلمة دون أن أُعالجها، وهناك وسائد وأحذية وملابس أحتفظ بها إمّا للرثاء على النّفس أو التباهي!
أريدُ أن يكون سطح حياتي في وفاق واتفاق مع حديقة حياتى
“ومنازعات أناس فاسدي الذّهن وعادمي الحق، يظنّون أنّ التّقوى تجارة. تجنّب مثل هؤلاء. وأمّا التّقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة. لأنّنا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أنّنا لا نقدر أن نخرج منه بشيء”.
إذا لماذا أفسد ذهني بهذه الأمور؟
ما العمل؟(رومية2:12) ” ولا تشاكلوا هذا الدّهر، بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة اللّه: الصّالحة، المرضيّة، الكاملة.”
0 Comments