وُلد جيمز سميثسن James Smithson عام 1765م في فرنسا، وكان ابنًا غير شرعي لدوق إنجليزي مشهور، من سلالة الملك هنري السابع، وذلك من جهة والدته.

كابن غير شرعي حُرم جيمز من الجنسية الإنجليزية ومن التمتع بغنى ميراث والده الحقيقي.

إذ وجد الشاب جيمز نفسه مرفوضًا بذل كل الجهد لينجح في حياته، فصار أحد قادة العلماء الإنجليز وعضوًا في الجمعية الملكية (صار رئيسًا لجمعية القادة العلماء) وذلك في الثانية والعشرين من عمره.

في عام 1829م مات جيمز دون أن يتزوج وقد ترك لابن أخيه ثروة عظيمة، وقد كتب جيمز وصيته عن ميراثه بعد وفاة ابن أخيه.

لقد ظنت الجمعية البريطانية العلمية بأن جيمز قد أوصى بالكثير من ميراثه لحسابها، ولكن إذ نُشرت الوصية صُدم الكل.

كتب جيمز: “كما رفضتني إنجلترا، لهذا أنا أرفضها”. وإذ كانت إنجلترا قد دخلت في معركتين خطيرتين مع ولاياتها الثائرة ضدها في أمريكا فلكي يعلن جيمز استخفافه الشديد بمن أساءوا معاملته قدم كل ما يملكه لحساب الحكومة الأمريكية لتأسيس معهدٍ علميٍ في هذه الدولة الناشئة. وقد صارت هذه المؤسسة لها شهرتها العظيمة في العالم. هي مؤسسة National Geographic.

لقد أخطأت إنجلترا خطأ فاحشًا حينما استخفت بهذا الشاب لأنه وُلد غير شرعي، وقد ظنت أن لا حاجة لها إليه، فخسرت الكثير.

ليتنا لا نستخف بإنسان ما أيا كانت إمكانيته أو وضعه…

من أروع العبارة التي كنت أسمعها من المتنيح أبينا القمص بيشوي كامل: “الكنيسة تحتاج إلى ظافر كل طفلٍ”. هكذا كان يقدر أبونا كل نفسٍ، ولا يحتقر أحدًا من الأصاغر!

وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إن شعر جفن العين أو حاجب العين لا يساوي شيئًا، إن نزعناه لا يستحق إلا أن يُلقى في سلة المهملات، ومع هذا فالجسد كله بوجه عام، والعين بوجه خاص، يحتاج إلى هذا الشعر، فبدون شعر الجفن أو الحاجب يفقد الجسد جماله ككل وتتعرض العين للخطر! فإن كنت عينًا لا تحتقر الجفن الذي يحميك ولا الحاجب الذي يكسبك جمالًا.