حينما كان أبونا بيشوي كامل يخدم في كنيسة مارمرقس بلوس أنجلوس ….

كان هناك شابا يحضر القداس ولكنه يسرع إلى الخروج فور انتهاء الصلوات بعد أن يضع في يد أبونا بيشوي كامل مظروفا به 20 دولارا .. وتكرر هذا الأمرعدة مرات ..

فعقد أبونا بيشوي العزم على معرفة أمر هذا الشاب ..

ففي يوم أحد عقب القداس الالهي حاول الشاب أن ينصرف كعادته ، فأسرع أبونا بيشوي نحو باب الكنيسة وسلم عليه ، وطلب منه أن ينتظره …

فلما أنصرف الجميع جاء أبونا بيشوي إليه يسأله عن أمره …

فأجابه الشاب وهو يبكي ” الا تتذكرني يا أبانا !! أنا ( ف . س ) الذي سولت إلي نفسي أن أسرق عشرين جنيها من صندوق العطاء منذ سنوات في كنيسة مار جرجس اسبورتنج … وقد رأيتني يا أبي وأنا أنفذ جريمتي … وكل ما عملته حينذاك معي أن طلبت مني أن أعيد ما سلبته إلى الصندوق لأن هذا مال الرب والكنيسة محتاجة إليه للبناء… وطلبت مني أن أصلي طالبا المغفرة والإنصراف في صمت …. ولكني حينما هممت بمغادرة الكنيسة خجلا من انكشاف جريمتي فؤجت بك يا أبي واقفا على الباب تسلم وعلى وجهك ابتسامة حانية … ثم وضعت في يدي عشرة جنيهات … لحظتها لم أدري بنفسي أمام هذا الحب العظيم ، وعزمت على تغيير حياتي كلية … فبعد أن كنت طالبا فاشلا في دراستي … وكنت أنصب على القساوسة ومنهم أنت يا أبانا للحصول على مال بحجة أنني محتاج إليها في الدراسة … هزمني حبك وصرت انسانا جديدا ونجحت في حياتي … إلى ان أتيحت لي فرصة الهجرة إلى أمريكا ، وتصادف أن دخلت الكنيسة هنا فوجدتك يا أبي فتذكرت على الفور موقفك المحب معي …”

فما كان من أبونا بيشوي الا أن أحتضن الشاب في حنان بالغ وقال له ” أنسى يا أبني اللي فات ..فأنت أبني سواء كنت في إسكندرية أو لوس أنجلوس ”
هذا هو الله المحبة وهذا هو ابونا
القمص بيشوى كامل عملاق اسكندرية الذي كان صورة لله الآب محب الخطاة