ما اعجب اشخاص يعطيعم الله نعمة فيحولونها الى نقمة
المال نعمة و الجمال نعمة و الفن نعمة و الحرية نعمة كذلك العلم و السلطة و النظام و لكم ما اسهل عمليا ان تتحول هذه الى مقامات و وسائل شتى
بسوء الاستخدام يمكن ان تتحول هذه النعم الى نقمات
فالمال يشترى الزمم و يبعها و الجمال يصبح اداه للغواية و الفن يتحول الى العبث و الملاهى و الحرية تصبح وسيلة للاستهتار و الا مبالاه و السلطة تصير و سيلة للتحكم و العلم يستخدم فى الاختراعات المهلكة و الاشياء الضارة و النظام بسوء الاستخدام يتحول الى روتين و اداه للتعطيل
و يمكن ان تتحول هذه النعم بالمنافسة – الى مقامات
ففى سبيل التنافس فى ميادين المال او العلم او السلطة او الفن ما اسهل ان يعادى الانسان اخاه و تنتشر الكراهية و الشائعات و يحدث تصارع يفقد فيه الانسان انسانيته و محبته لغيره.
بل ماذا اقول حتى الخدمة ، يمكن ان يدخل الشيطان ايضا فى جو الخدمة لكى يحوله الى نقمة فاذا فى الخدمة اختلافات فى الراى ، تتحول الى صراعات و رغبات فى الاصلاح ، تتحول الى تدمير و تخريب و تشهير.
و اذا فى الخدمة ايضا تنافس على القيادة فى القيادة و الرئاسة
و كما ان الاختراع الواحد يمكن ان يستخدم للخير او الشر كذلك جميع الامكانيات الاخرى
الامر اذا يتوقف على الانسان ذاته ، على القلب و العقل و الارادة بها يصير الامر نعمة او نقمة .
فى عصور الاستشهاد كان الاضطهاد يبدو نقمة و لكن القديسين حولوا الى نعمة و نالوا بركاته و اكاليله …و صارت دماء الشهداء بذارا للايمان و ازدادت الكنيسة روحانية و التصقت بالرب اكثر و تعمقت فى القداسة استعدادا للابدية كذلك التجارب و الامراض حولها القديسون الى بركة…
لا تقل هذا الامر نعمة او هذا نقمة…
انما قل : يمكن تحويلة الى نعمة ، و يمكنك تحويلة الى نقمة
القلب الحكيم يحول النقمة الى نعمة ، حتى الخطية ياخذ منها انسحاقا و اتضاعا و حرصا و اشفاقا على المخطئين.
كتاب كلمة منفعة : البابا شنودة الجزء الثالث