الله يعطى مجدا و عظمه لخلائقه

ليس فقط المخلوقات العاقلة  ، بل للخليقة الجامدة ايضا تعطى مجدا فوصف الله الشمس و القمر بالعظمة حتى الزهور فى جماله و زناتها قال عنها الرب لتلاميذه: تاملوا زنابق الحقل: و لا سليمان فى كل مجدا كان يلبس كواحدة منها (متى  6 28-29)

و اعطى الله مجدا للانسان منذ خلقه ، فخلقه على صورته بشبهه و مثاله (تك1 2،27) و المجد الثانى الذى منحه اياه هو السلطة . اذ اعطاه السلطة على الارض و كل ما فيها من كائنات (تك28:1)

كذلك اعطى الله البشر ان يصنعوا الايات و العجائب .

ما اعجب ما اعطاه الله لموسى النبى ان يضرب البحر الاحمر بعصاه فينشق الى نصفين (خر22:14) ثم يمد موسى يده فيعود البحر الى حالته الطبيعية (خر14 26-27) يضاف الى هذا المجد ضرب الصخرة بعصاه فينفجر منها الماء (خر17 5،6)

ما اعجب المعجزات التى مجد الله بها رسله فى العهد الجديد

اذ قال لهم اشفوا مرضى ، طهروا برص ، اقيموا موتا ، اخرجوا شياطين (متى 8:10) و عجيب ما قيل فى سفر الاعمال عن القديس بولس الرسول انه كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرى فتزول عنهم الامراض و تخرج الارواح الشريرة منهم (اعمال 12:19)

من يؤمن بى فالاعمال التى انا اعملها يعملها هو ايضا و يعمل اعظم منها (يو 12:14)

اننا نقف مذهولين امام هذه الايه ن كيف مجد الله المؤمنين به بصنع هذه الايات التى لم تقتصر على عهد الرسل ، و انما استمرت على طول العصور على ايدى القديسين من الشهداء و من الاباء الرعاه و النساك فيما منحهم الله اياه من قوة الشفاعة و الصلاه و هكذا قال قبل صعوده (و هذه الايات تتبع المؤمين) (مر16 17،18)

لقد مجد الله الانسان بان جعله هيكلا لروحه القدوس (كو1 16:3) و مجده ايضا بمنحه مواهب الروح القدس منها الحكمه و العلم و الايمان و مواهب الشفاء و تميز الارواح و الالسنة و ترجمتها و يقول معلمنا القديس يعقوب الرسول “كل عطية صالحة و كل عطية تامة هى من فوق نازلة من عند ابى الانور” (يع17:1)

و من المجد الذى وهبه الله للانسان مجد الكهنوت

الذى فيه يكون الانسان وكيلا للة (تى 7:1) ، و و كيلا لسرائر الله (كو1 1:4) و سفيرا عن الله (كو2 20:5).

و فى عمل الوكالة و السفارة يمنح الله للانسان سلطانا لمغفرة الخطايا كما حدث اناه نفخ فى وجوه تلاميذه القديسين و قال لهم (اقبلوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياه ، غفرت له و من امسكت خطاياه امسكت (23،22،20)

و قال لهم ايضا كل ما تربطونة على الارض يكون مربوطا فى السماء و كل ما تحلونة على الارض يوكن محلولا فى السماء (متى 18:18)

كتاب الله و انسان للبابا شنودة الثالث