القيامة هى دليل الايمان

انها تدل على ايمان الانسان بالله و ايمانه بالروح و الخلود و بالحياه الاخرى و ايمانه بالدينونة العامة التى بعد القيامة و بالثواب و العقاب و بالتالى ايمانه بالسماء و السمائيين و بملكوت الله لان الملحدين لا يؤمنون بالقيامة و لا بالعالم الاخر و بالتالى حياه الانسان فى نظرهم لا تختلف عن حياه الحيوان من حهه فناء كليهما بالموت.

و الشيطان بلا شك وراء انكار القيامة ، هو الذى اوحى بهذا الادعاء الى الملحدين حتى ينغمسوا فى الحياه الدنيا و هكذا يهلكون.

القيامة تدل على قدرة الله غير المحدودة عند الموت تقف قدرة البشر ، ان الله قادر على كل شىء هو الذى يحى و يميت لانه هو الذى خلق الانسان من تراب الارض فيستطيع ان يرجعه الى الحياه بعد ان يندمك جسده بالموت فى تراب الارض.

القيامة هى دليل على محبة الله و جوده ، ان الله الذى لم يشاء ان يكون فى الوجود وحده انما خلق كائنات فوجدت و منها الانسان و لما مات الانسان لم يسمح الله بان يفنى هذا المخلوق و انما من جوده و محبته وهبه حياه بعد الموت ليستمر وجوده الى الابد.

ان القيامة شىء مفرح. به يلتقى الناس باحبائهم الذين انتقلوا ففى بالقيامة يلتقون روحا و جسد ، انه لقاء عام ، نلتقى فيه ليس باحبائنا فقط انما بكل الاجيال عبر التاريخ ستكون حفلة تعارف كبرى تلك الحفلة العجيبة التى نتعرف فيها على كل شخصيات التاريخ التى قرأنا عنها و لم نرها و لم نعرف شكلها و لا لهجتها و لا اسلوبها….لعل الله سيرسل لنا ملائكه يعرفوننا ايضا بجميع الاباء و الانبياء حيث نرى أبائنا: ادم و نوح و ابراهيم و اسحق و يعقوب و ايوب….و نرى امهاتنا حواء و سارة واليصابات و رفقة و راحيل و قد تقدمتهن جميعا امنا العذراء القديسة مريم و تقدم لنا القيامة افراحا اخرى هى افراح العشرة مع الملائكة و القديسين بل المتعة بالله نفسه.

القيامة تحمل فى داخلها عملية توازن و تعويض

فالذين لم ياخذوا حقهم على الارض ياخذونه كاملا فى السماء بعد القيامة و الذين ظلمتهم البشرية ينالون العدل الالهى كاملا بعد القيامة كذلك ينال اجرهم هناك الذين عملوا الخير فى الخفاء و لم يشعر بهم احد و لكن الله كان يسجل لهم كل اعمال برهم.

سشيعر الناس فى القيامة ان احكام الله غير احكام الناس و انه سيكمل عدل الله فى السماء,

فى القيامة يرد الانسان الى رتبته الاولى ترجع الى روحه هيبتها و يرجع الى الجسد بهائه:

ينال الجسد لونا من التجلى يعطيه مجدا و كذلك النفس: و تخلص الجسد من كل نقائصه و كذلك النفس لذلك حسنا قال الكتاب عن الجسد انه (يزرع فى هوان و يقام فى مجد . يزرع فى ضعف و يقام فى قوة . يزرع جسما حيوانيا ، و يقام جسما روحيا) (1كو15)

فى القيامة يتحقق حلم البشرية فى وجود مجتمع بار كامل هناك فى مدينة الله فاليبذل كل منا جهده و ليعمل خيرا على الاض لكى يقاه هناك.

المرجع: تاملات فى القيامة للبابا شنودة