هذه العبارة وردت فى الكتاب المقدس فى الرسالة الى روميا اصحاح 8 “كل الامور تعمل معا للخير للذين يحبون الله” فالذى يحب ربنا يشعر ان كل شىء يعمل للخير و فى صلاة الشكر نقول “نشكر صانع الخيرات الرحوم” فعندما اخطا ادم و حواء بدات تنفتح اعينهما و كانت نتيجة هذه الخطية انهما طردوا من الجنة و انطبقت عليهم عبارة الرب “اثمروا و اكثروا و املاءوا الارض”

حكاية يوسف الصديق تعرض لحسد اخوته و وصل كعبد فى بيت فوطيفار فى مصر و ربنا اعطى له النجاح هناك و اعطى له موهبة تفسير الاحلام و استفاد فرعون منه فى تفسير احلامه و قال له هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله و سلمه خاتمه و جعله الثانى فى المملكه و قال لاخوته انتم فعلتوا بى شرا و الرب اراد خيرا.

حدث ايضا مع داود النبى فكان راعيا لغنم ابيه و بعد ان انتصر على جليات الجبار وقع فى يد شاول الشرير الذى اذله و كان يطارده من بلد الى بلد و هذا الشر تحول الى خير فاصبح داود شخصية قوية تعود على المتاعب و الخروج منها و اصبح ملكا عظيما و شر شاول تحول الى خير فى نفسية داود و صلابته و قوته.

شك توما انتهى الى خير لانه صار اثباتا عمليا للقيامة.

نفى القديس يوحنا الحبيب الى بطمس كان للخير لانه فى هذه الجزيرة راى رؤى عجيبة و ابصر السموات مفتوحة و راى العرش الالهى و راى القوات السمائية، فكان نفيه فى الجزيرة يبدو شرا فى عينى الناس و لكنه انتهى الى خير .

نفس الوضع بالنسبة للقديس اثناسيوس الرسولى و لكنه فى المنفى استطاع ان يؤسس كنائس كثيرة.

نفس الوضع بالنسبة للكتيبة الطيبية التى ذهبت الى بلاد الغرب و استطاعت ان تؤسس المسيحية هناك رغم انهم قتلوا القديس موريتيوس و لكن القديسة فيرينا ايضا كانت تعمل خيرا.

المرض مثلا ايضا نقول كله للخير لان فى المرض تصفو نفس الانسان اكثر و يكون قريبا من الله اكثر و كم من الناس قادتهم الامراض الى توبة ، ايضا المرض من نتائجه تعاطف اجتماعى من كل الناس من الاصدقاء و الغرباء مع المريض فى حالة المرض و هذه فضيلة اجتماعية.

كذلك العاهه من الجائز يراها احدا شرا و تعبا و لكنها ايضا قد تكون للخير ففى قصة القديس ديديموس الضرير الذى فقد بصره صار عالما فى الاهوتيات و مديرا لمدرسة الاسكندرية الاهوتية و قال عنه القديس انطونيوس “لا تاسف يا ديديموس لفقد بصر مادى تشترك فيه الحيوانات و الحشرات و انما افرح لان لك بصيرة روحية تستطيع ان ترى بها نور الاهوت و استطاع هذا القديس ان يجد وسيلة للكتابة على البارز قبل برايل ب15 قرنا و كان فقد بصره للخير.

الموت كل الناس يخافونه و يعتبرونه شرا و لكن الله يحوله الى خير و خاصا اذا كان بالموت يتخلص الانسان من الالام لا تحتمل و ايضا بالموت يصل الى عالم افضل.

انا مثلا مرت عليا فترة قضيت فيها اربعين شهرا فى الدير ، هذه الفترة كانت للخير ففى اثنائها تمكنت من تاليف 16 كتاب بخلاف التعمير فى الدير و الزراعة و كانت ايضا فترة هدوء و تامل لها فوائدها الروحية.

المرجع : كتاب “عشرة محاضرات للذين فى ضيقات” للبابا شنودة الثالث