فى وسط هذا العالم المضطرب و الذى فيه كل واحد لا يعرف ما سيحدث غدا؟ احب ان اكلمكم عن عبارة وردت فى الصلاة الربانية تقول لتكن مشيئتك:
– اول مشيئة من الله بالنسبة لنا كانت مشيئة الخلق ، خلق العالم كله بمشيئته قال ليكن نور فكان نور ، قال لتفض المياه كائنات حية و كان كذلك ، و بعد ان اكمل الله مشيئته فى الخلق نظر الله الى كل ما عمله فاذا هو حسن جدا.
– مشيئة الله ايضا بالنسبة لنا مشيئة الغفران ، لانه لا يشاء موت الخاطىء مثلما يرجع و يحيا ….
– اما مشيئة الله فى الحفظ فهى امر يطمئنا جدا ، فالرب يحفظك فى دخولك و خروجك ، يحفظك من كل سوء و يحفظ نفسك (مز121).
فمثلا بالنسبة ليعقوب كان هاربا من اخيه عيسو الذى قال اقوم و اقتل يعقوب اخى و ظهر الله ليعقوب فى الطريق و قال له “ها انا معك و احفظك حيثما تذهب و اردك الى هذه الارض” (تك 28)
عبارة جميلة يمكن ان ياخذها كل انسان على نفسه فهذه العباره ليست ليعقوب فقط و انما لنا كلنا “انا احفظك حيثما تذهب”
و قال الرب اكثر من هذا ليشوع “لا يقف انسان فى وجهك كل ايام حياتك”(يش1)
كلها اشياء كتبت لاجل اطمئناننا حتى لا نخاف ابدا و كل الامور صدقونى ورائها مشيئة الله الصالحة.
تكلمنا عن الله و كيف يعمل المشيئة الصالحة …بقى ان نتحدث عنا كبشر و موقفنا من طاعة هذه المشيئة:
مثال يوسف الصديق الذى كان ابنا محبوبا جدا جدا و ظهر له الله فى رؤى و اعطاه ابوه القميص الملون …ماذا حدث معه؟
ياخذه اخوته و يلقونه فى البئر و يبيعونه ليذهب الى مصر عبدا لفوطيفار و يسلمه فوطيفار كل شىء فى بيته.
ثم تدبر زوجة فوطيفار له مؤامرة ليلقى فى السجن ….ماذا يقول له الرب ؟ انظر يا يوسف انا اريد ان تكون رئيسا لارض مصر كلها ، و تكون الرجل الثانى فى مصر و تتحكم فيها و لكى يتم ذلك اريدك ان تلقى فى السجن و تقابل اثنين من عبيد فرعون و تفسر لهما الحلم …و لما يحلم فرعون حلما و لا يجد من يفسره له ، يتذكرك احد العبدين و يقول لفرعون عنك لتفسر له الحلم و تكون الرجل الثانى فى الممكلة.
الانسان هو الوحيد الذى احيانا لا ينفذ احيانا مشيئة الله اما الانسان القديس فهو ينفذ مشيئة الله.
و قبل الانسان القديس الملائكة الفاعلين امره ينفذون مشيئة الله بلا مناقشة ليس فقط فى البشارة المفرحة فقط و لكن ايضا فى امور اخرى مثل قتل كل بكر فى ارض مصر من ابن فرعون الى ابن الجارية التى على الرحى و هم يقولون : لتكن مشيئتك …تقتل جيش سنحاريب 185 الفا لتكن مشيئتك …هذا اسلوب الملائكة.
فان اردتم ان تعيشوا مثل الملائكة قولوا لله لتكن مشيئتك و لا تفعلوا مثلما فعلت امراة ايوب التى قال لها ايوب تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات..
المرجع: “كتاب عشرة محاضرات للذ ين فى ضيقات” للبابا الشنودة الثالث