كيف نسلم للاله لا نعرفه و بالتالى لا نثق فيه
التسليم هو ثمرة شهية من ثمار الايمان ، فالايمان هو الثقة بما يُرجى و بامور لا ترى
عندما تذمر بنو اسرائيل على موسى فى البرية بسبب شهوة الطعام اعطاهم الرب المن و السلوى الى الحد التخمة ثم يعود الله ليذكر بنى اسرائيل بانهم و لمدة اربعين سنة فى سيناء لم تدع ثيابهم تبلى (ثيابك لم تبلى عليك) (تث4:8)
ان الايمان لا يتم عمله فى دائرة الممكن و انما من حيث تنتهى حكمة الانسان و حيلته و قوته يبدا الايمان عمله اى ان الايمان يبدا من حيث تنتهى الممكنات
ان قلق الشباب يتخلص و ينحصر فى نقطتين
ازمة شكر على الوضع الراهن بما قد يكون فيه اما مستوى مالى دون الذى يرغبون فيه او مستوى اجتماعى يتحركون الى تعديله
ازمة ثقة فى قدرة الله على تبديل الوضع الراهن او على الاقل قبولنا له علينا ان نعرف ان الكثيرين من الاغنياء يفتقرون فى حياتهم الى الشكر ، شانهم فى ذلك شان الفقراء و المعدمين الذين يعانون من التذمر
حياتنا و مستقبلنا و مصيرنا فى يد الله وحده
علينا ان نثق بان الله لا يمكن ان يدع حياتنا و مستقبلنا فى يد شخص اخر مهما كان هذا الاخر حتى اؤلئك الذين يريدون ان يلحقوا من الضرر لن يفلحوا فى ذلك ان كانت لنا ثقة تعادل ايمان الاطفال فى الله
هناك فرق بين ان يضرك شخص او ان تضار انت نعم و قد يكون هناك بعض ممن يسعون من الايقاع بك و لكن انت تستسلم للضرر هذا شانك وحدك
مثال: هل اضير بهابيل حقد قايين عليه ؟ لا بل تزك هابيل و ادين قايين و هل اضر بيوسف حسد اخوته ؟ كلا بالطبع فان اذى الاخرين لا يضيرنا بل يفيدنا و يزكينا
فى سيرة القديس مكاريوس الكبير وردت هذه القصة فقد كتب ان الشيطان هاجمه ذات مرة مندفعا نحوه بقوة هائلة موريدا قطع يده بسكين كان معه فما كان من القديس الا ان بسط يديه امامه فى هدوء و ثبات و اتضاع و هو يقول بعذوبه تفضل اقطعها فان كان الله قد صرح لك بقطعها فهل استطيع انا ان امنعك لكن اذا لم يكن الامر كذلك فانك لن تستيع المساس به فاذا بالشيطان يتحول الى دخان و يختفى هذا هو افراز القديسين و تكرر نفس الامر مع القديس انطونيوس ، حاولت الشياطين اكثر من مرة اذيته و ذلك بسبب ثقته فى الله و تسليمه له حياته ، ان الله الذى وضعت ثقتك فيه و سلمت له قيادة سفينتك فى براءة الطفولة الحلوة سيجعل اعدائك يحاربونك و لا يقدرون عليك لانى انا معك يقول الرب لانقذك (ارميا 19:1 و 20:15)
المرجع: حياة التسليم للاسقف العام :مكاريوس