من الطريف ما يروى في الأساطير الهندية…… أن رجلا كريما لقي الشيطان في عرض الطريق ولم يقدم له التحية، فغضب وسأله (لم لم تقدم لي التحية؟) فأجاب الرجل (لأنك علة كل شقاء وشر في العالم!) فقال الشيطان أخالك مخطئًا يا صاحب في هذا الزعم، فأنا لست كذلك تعال معي وأنظر بعينيك.

و سار الاثنان إلى مكان السوق الغاصة بالبيع والشراء ودخل الشيطان دكان بائع الحلوى، وكان على الأرض وعاء من العسل الأسود. فوضع الشيطان أصبعه فيه ورسم علامة بالعسل فوق جدران الدكان وحالًا أخذ الذباب يتجمع حول العسل ثم خرجت السحالي من مخابئها لتتلقف الذباب وتلتهمه، وبعد ذلك راحت قطه صاحب المحل تطارد السحالي وتطردها، وأبصر كلب الجيران القطة، فهم هو الأخر بمطاردتها، وقلب وعاء العسل وأساله فوق الأرض فاستشاط صاحب الدكان غيظا من جاره صاحب الكلب، وانقلب النزاع باللسان لكمًا وضربًا، وانقسم أهل الحي فريقين مع الخصمين، ودارت معركة عنيفة بين الطرفين انجلت عن عدد من القتلى والجرحى وخسائر مادية!

والتفت الرجل الهندي إلى الشيطان وقال له: أرأيت؟ ألم أقل لك انك علة كل شقاء وشر في العام؟ فأجابه الشيطان أنا لم أفعل شيئا غير نقطه العسل التي رسمتها بأصبى على الجدار! ولكن… هناك حبك الشيطان لخططه، فهو يعلم أن الذباب يحوم حول العسل وأن السحالي تلتهم الذباب، وان القطه تطارد السحالي وأن الكلب عدو القطه، وعلم أن هذه المعركة بين الحيوانات ستجر في أذيالها أهل القرية جميعًا، والشيطان ماكر خبيث، يجربنا دائمًا بالأشياء التي نحبها والتي هي في طبائعنا، كما يحب الذباب العسل ويتساقط عليه، ولسنا نسقط في أي تجربه إلا إذا وجد الشيطان فينا شيئا يلجأ إلى إثارته فينا، أو منفذًا سهلًا يدخل منه.. فلنحذر الأشياء التي نميل إليها ونحبها لئلا نجرب منها.