– فـ مجلة ( Reminisce ) وتحت عنوان ( الخلطة السرية ) كتب الصحفى ( دوت أبراهام ) عن قصة الزوج ( بن ) وزوجته ( مارثا ) .. أتجوزوا وربنا مارزقهمش بـ أطفال .. ( مارثا ) كانت حنينة جداً ع ( بن ) وكان عندها طبع غريب إنها ومن وقت معرفتهم و فـ الخطوبة ولحد ما أتجوزوا كانت بـ تحس بيه قبل أى حاجة .. قبل ما يتعب .. قبل ما يكون جعان .. قبل ما ينطق الكلام هو عايز يقول إيه وتحس بيه أمتى محتاج يكون لوحده .. لكن بعد الجواز ( بن ) كان عنده مشكلة إنه كان بيحس بالضيق والخنقة كل ما بيدخل المطبخ .. السبب ؟ .. برطمان كبير محطوط ع رف من أرفف المطبخ وقديم جداً لدرجة إن ألوانه بهتانة ودايماً ( مارثا ) تحذره إنه يقرب منه ! .. ليه ؟ .. بعد جوازهم بـ فترة قصيرة أم ( مارثا ) جابت البرطمان ده لـ بنتها وقالتلها إنه فيه أعشاب سرية وعشان تحافظ ع حب جوزها لازم تحط من الأعشاب اللى فيه فـ كل أكل تعمله .. وفعلاً و ع مدار أكتر مـ 28 سنة كل مرة كانت ( مارثا ) بتطبخ فيها كانت بتاخد البرطمان مـ ع الرف وتفتحه وتدخل صباعين مـ صوابعها جواه وتنطر نطرة بسيطة مـ محتويات البرطمان ع الأكل اللى بتطبخه .. سواء حلو أو حادق مش بتفرق؛ دايماً نطرة الأعشاب موجودة وشريك أساسى فـ كل أكل بيتحضر .. كل مرة تنتوفة بسيطة جداً عشان البرطمان مايخلصش .. الغريب إن أكل ( مارثا ) كان الكل بيشهد بـ روعته وطبعاً الفضل لـ أعشاب أمها السرية ! .. ( بن ) كانت مشكلته الدائمة معاها ( إنتى ليه مش عايزانى ألمس البرطمان حتى ؟ ) وهى كان ردها الدائم عليه : ( عشان ممكن تكسره ولو كسرته والأعشاب وقعت وخلصت مش هعرف أجيب منها تانى ) .. حاول كذا مرة لحد ما أستسلم وطنش الموضوع تماماً بعد ما حسبها ولقى إنه مش هيستفاد حاجة خلاص هى حرة خلّيها محتفظة بـ سرها أنا مليش غير إن الأكل بيبقى تحفة وإنها بتراعينى وبتحبنى فعلاً؛ بس مع الوقت بقى بيتحاشى يتواجد فـ المطبخ أصلاً .. ( مارثا ) تعبت فـ يوم بسبب ألم الزايدة الدودية اللى كانت ملتهبة .. ( بن ) جرى بيها ع المستشفى والدكتور قرر إنه يحجزها لـ تانى يوم الصبح عشان يعمل لها عملية إستئصال الزايدة .. ( بن ) روح ع البيت وهو حزين ومكتئب لأن دى أول مرة يبات فيها لوحده .. دخل المطبخ عشان يحضر أى حاجة ياكلها .. وهو قاعد ع الترابيزة بياكل عينه جت ع الرف اللى عليه البرطمان .. فكر إنه يقوم يشوف جوّاه إيه وأهى فرصة إن ( مارثا ) مش موجودة .. كان فـ تردد كبير بين الفضول وبين الأصول .. شوية قليلة وحسم التردد وقرر إنه ينزل البرطمان ويشوف إيه حكايته .. قام ومشى ببطء ومسك البرطمان وإيده بتترعش إنه يتكسر .. فتح الغطا .. لقاه فاضى ! .. أكتشف إن تُقل البرطمان ماكنش عشان اللى جواه .. لأ .. ده كان بسبب وزنه الطبيعى .. يعنى البرطمان إشتغالة لمدة 28 سنة ! أكيد مراتى مجنونة ! .. أتصعق مـ المنظر ولمح بـ طرف عينه ورقة صغيرة ملزوقة فـ قاع البرطمان .. دخل إيده الضخمة جوّه وطلعها وقرا اللى مكتوب فيها تحت ضوء مصباح المطبخ .. جملة واحدة بخط أُم مراته بتقول : ( أوصيكى يا ” مارثا ” أن تضيفى قدراً من الإحساس لـ تزينى به حبك وكل شىء تصنعينه لـ زوجك؛ هذا ما أوصتنى به جدتك بالأمس وأوصيكى أنا به اليوم لـ توصى به إبنتك فـ الغد ) .. ( بن ) رجع كل حاجة مكانها زى ما كانت وقعد يكمل أكله بهدوء و ع وشه إبتسامة بعد ما الدرس وصل وفهمه .. من وقتها وبعدها أتغيرت نظرته لـ زوجته وبقى يعاملها بإحساس ويمكن ده كان أهم سبب إن جوازهم أستمر 57 سنة كاملة !