خرج يسوع من بيت عنيا الواقعة علي سطح جبل الزيتون الشرقي التي اشتهرت بأنها وطن لعازر واختيه مريم ومرثا وهي علي بعد خمس عشر غلوة أي نحو ثلاثة ارباع الساعة من اورشليم قاصداً الهيكل لانه كان يصرف في هذا الاسبوع نهاره في الهيكل وفى المساء كان يرجع الى بيت عنيا ليبيت هناك حسب قول لوقا البشير (وكان فى النهار يعلم فى الهيكل وفي الليل يخرج ويبيت في الجبل الذي يدعي جبل الزيتون وكان كل الشعب يبكرون اليه في الهيكل ليسمعوه) فبينما هو مار من بيت عنيا الي الهيكل صباح يوم الاثنين لعن شجرة التين الغير مثمرة كما ورد في انجيلي متي ومرقس. 
والسبب الذي لاجله لعن المسيح تلك الشجرة هو انها كانت مورقة والعادة ان يظهر الثمر مع الورق وينضج احيانا بعض الثمر قبل غيره بأيام ليست بقليلة وهو المعروف عند بعض العامة بالديفور . وجاء في مرقس انه لم يكن وقت نضج التين واذا لم يكن وقت التين كان يقتضي ان لا يكون فيها ورق فوجود الورق قبل حينه في تلك التينة كان كدعوي علي انها مثمرة قبل اوان الاثمار ولم يوجد فيها شئ من الثمر الفج ولا من الثمر الناضج ولا امارة علي انها ستثمر . فتلك الشجرة الكثيرة الورق الخالية من الثمر المبكر والمتأخر . كانت تمثل حالة الامة اليهودية التي ادعت انها الامة المنفردة بالقداسة علي الارض لانه كان لها الشريعة والهيكل والرسوم والشعائر الدينية من الاصوام والاعياد والذبائح الصباحية والمسائية . ومع ذلك فانها خلت من الايمان والمحبة والقداسة والتواضع والاستعداد لقبول السيد المسيح واطاعة اوامره فافتخرت بكونها شعب الله الخاص ورفضت ابنه الذي ارسله حسب نبوات الانبياء . فباعمالهم هذه كانوا يتكلمون بغير ما يبطنون ولذلك اعطاهم المخلص لة المجد الويل قائلا
(الويل لكم ايها الكتبة والفريسيون والمراؤن لا نكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من الخارج جميلة وهى من الداخل مملؤة عظام اموات وكل نجاسة. هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابراراً و لكنكم من داخل مشحونون رياء واثماً ) وقال الرسول لهم صورة التقوى لكنهم ينكرون قوتها. وما لنا واليهود ونحن نتظاهر بالتقوى والقداسة والعفة والقناعة والمحبة والوداعة واللطف والاحسان والاستقامة وحفظ وصايا اللة ولم نعمل ولا بواحدة منها . اليس هذا هو كذب ورياء ونفاق وغرور بالنفس وتضليل بالا ذهان ( والان قد وضعت الفأس على اصل الشجرة .فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى فى النار ). 
فالسيد المسيح لعن التينة ليس لانها بلا ثمرا بل لكثرة اوراقها كأنها ادعت الاثمار كذباً هكذا يعامل اللة الانسان الغير المثمر ويبكته بما جاء فى رسالة يهوذا قائلا: (غيوم بلا ماء تحملها الرياح اشجارخريفية بلا ثمر ميتة مضاعفاً مقتلعة .امواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم .نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام الى الابد ) 
(ولما دخل يسوع الهيكل ابتدا يخرج الذين كانو ا يبيعون ويشترون فى الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسى باعة الحمام .ولم يدع احدا يجتاز الهيكل بمتاع ) وقد رتب مرقس الانجيلى حوادث كل يوم من الاسبوع الاخيربحسب ترتيب وقوعها .فيذكر فى بشارتة ان المسيح فى اول يوم من دخولة اوراشليم (دخل الهيكل ونظر حولة الى كل شيئ .واذ كان الوقت قد امسى خرج الى بيت عنيا ) هذا من حوادث يوم الاثنين . واتى من بيت عنيا الى اورشليم صباحاً وفى اثناء سيرة حدث ما كان أمرالتينة .
وقد وبخ اللة اليهود قديما فى زمان ارميا النبى على تدنيسهم بيته بالعبادة الوثنية بهذة العبارة (ها انكم متكلون على كلام الكذب الذى لاينفع, اتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذباً وتبخرون للبعل وتسيرون وراء ألهة اخرى لم تعرفوها ثم تاتون وتقفون امامى فى هذا البيت الذي دعي باسمي عليه وتقولون قد أنقذنا حتى تعملوا كل هذه الرجاسات هل صار هذا البيت الذى دعى باسمى عليه مغارة لصوص في اعينكم . هأنذا ايضا قد رأيت يقول الرب )
وقد ظهر للسيد المسيح له المجد ان صراخ الباعة والشراة واصوات البهائم ورعاتها في الهيكل تليق بمغارة لصوص يقسمون فيها المسروقات بالخصام . ولا بيت ابيه ومقدسه الموقر . فكأنه يقول لهم دنستم بيتي بتجارتكم المحرمة ولذلك لانكم سلبتم الله حقه بجعلكم المعبد الالهي – سوقاً للكسب البشري واضعتم علي العباد الفرصة التي اغتنموتها ليرفعوا قلوبهم الي الله بالصلاة في مقدسه المعين لها . وسلبتم الغرباء اموالهم وتغاليتم في بيع مواد التقدمة وصرف النقود .
وقد مضي السيد له المجد طيلة هذا النهار في الهيكل يطارد المدنسين له حتي انه لم يدع احدا يجتاز الهيكل بمتاع وشغله بالتعليم وعمل المعجزات . وكان رؤساء الكهنة وحراس الهيكل في ذلك الوقت ينظرون اليه بالغيظ ويتأمرون علي قتله غير قادرين ان يتمموا ما تكنه صدورهم له من الشر .