حياة الانسان على الارض فرصة ثمينة للايمان بالمسيح
ينبغى ان أعمل ما دام نهار (يوحنا 9 : 4)
ما الذى يمكن ان نفهمة من هذة الأقوال ؟ وما اهميتها ؟ اهميتها شديدة من جميع النواحى وتتبدى هذة الاهمية كالأتى: ما دام نهار
فية يستطيع الناس ان يؤمنوا بى وتكون فية الحياة مستمرة اذن ينبغى ان أعمل
يأتى ليل:
اى الدهر الاتى حين لايستطيع احد ان يعمل لم يقل حيث انا لا أستطيع ان أعمل بل حين لايستطيع احد يعمل اى فى الوقت الذى لايكون فية الايمان متاحا ولا الاتعاب ولا التوبة اما كون ان الايمان يدعى عملا فهذا ما نفهمة من السؤال الاتى : ماذا نفعل حتى نعمل اعمال اللة (يو6 : 29 )
اذن كيف لايمكن لأحد ان يعمل هذا العمل حين ذاك ؟ لأنة – حينذاك – لا يكون الايمان متاحا كعمل يمكن ان يعملة احد بل – فقط – على الكل ان يسمعوا ( حكم الدينونة )
وانت لا نفقد شجاعتك بسبب أمور الحياة الحاضرة (تعليقا على شجاعة المولود اعمى فى مجاوبة اليهود):
ان هذة الأقوال انما كتبت لكى نتمثل بذاك لأن الذى شفى قبل ان يرى أظهر شجاعة فائقة قبل ان يشجعة المسيح فقد وقف امام كل الجمع الذى كان ضدة وكأن هذا الجمع قد نالة مس شيطانى وهوس لذلك ارادوا ان يدينوا المسيح بواسطة أقوال هذا الذى كان أعمى وبالرغم من ذلك لم يفقد شجاعتة ولا تراجع بل بكل شجاعة سد افواة اليهود وفضل ان يخرجوة خارجا عن ان يخون الحق فكم يجب علينا – نحن الذين عشنا فى الايمان واحسن الرب الينا أكثر من هذا الأعمى واعادنا لنبصر بأعين روحية ورأينا اسرارا لا توصف ودعينا لكرامة عظيمة – كم يجب علينا ان نظهر كل شجاعتنا لنشهد للمسيح امام اولئك الذين يشرعون فى ادانتة بقولهم شيئا ضد المسيحين لكى نسد افواههم ولا نكتفى بمجرد احتمالنا لهم ؟ يمكننا ان نفعل هذا اذا كانت لدينا شجاعة وكنا واعين للكتب المقدسة فلا نسمعها بلا مبالاة . فلو ان شخصا جاء الى هنا وكان منتبها , فسوف يكتسب خبرة كبيرة بالمكتوب حتى وان كان بعد لا يقرأ هذة الكتب فى بيتة لاننا لا نقرأ اليوم هذة الكتب ونقرأ غيرها غدا بل نقرأ ذات الكتب فى كل يوم لكن كثيرين هم الذين يستحقون الرثاء فبرغم تكرار القراءة لا يعرفون حتى أسماء الكتب ولا يستحون ولا يرتعدون اتين باستهتار لمكان الحضور الالهى .
لكن عندما يكون هناك عازف مشهور للقيثارة او قائد اوركسترا او ممثل مسرحى فالكل يسرعون باهتمام شديد دعاهم معترفين بالجميل لة لاجل هذة الدعوة ويقضون نصف اليوم كلة منتبهين فقط لهذا الشخص بينما عندما يتحدث الينا اللة بواسطة الانبياء والرسل نتثاءب ونفرك عيوننا وتنتابنا الدوخة .
فى اثناء وقت الحصاد- حيث توجد أدخنة كثيرة – نلجأ الى السوق واثناء الشتاء حينما تعوقنا الأمطار والوحل والطين نظل فى البيوت ولكن عندما يكون هناك سباق للخيول فبالرغم من انة لا توجد اسقف تحمى من المطر لا تتورع الاغلبية – بالرغم من سقوط الامطار الكثيرة وبرغم ان الهواء العاصف يلفح وجوههم – عن الوقوف لمراقبة المسابقات كالمجانين غير عابئين بالبرد والمطر والوحل وطول الطريق ولاشيىء يفلح فى اعاقتهم ليلزموا بيوتهم بينما هنا ( اى فى الكنيسة ) بالرغم من وجود المأوى والدفء يهربون ولا يأتون وكل هذا فى الوقت الذى يعود فية هذا الاجتماع عليهم بمنفعة لنفوسهم .
اذن اخبرنى كيف يتحملون كل هذا ؟ لذلك فنحن اكثر خبرة من الجميع فى الامور العالمية لكن فيما هو ضرورى نحن اجهل من الاطفال وان وصفك واحد بانك قائد مركبة خيل او بأنك موسيقى ( مايسترو ) فانت تعتبر هذا اهانة لك وتبذل كل الجهد فى سبيل محو هذة الاهانة لكن اذا دعاك لكى تشاهد الموسيقين وقائدى المركبات المشتركة فى السباق فانك لا ترفض بل تسرع خلف هذة الامور لكن ذاك الذى يجب ان تكون مثلة وتحمل اسمة اى ان تكون مسيحيا فللأسف انت لا تعرف من هو؟ هل يوجد أمر أسواء من هذا الجهل؟ …. انا اريد ان تعانو ما تسببة لكم أقوالى من ألم حتى تتخلصوا من هذه الأعمال الرديئة طالما ان هناك أناس معينون أكثر بلادة من هؤلاء لا يخجلون من هذة الاقوال وليس هذا فقط بل ويجادلون باكثر حدة بخصوص هذة الأمور فاذا سألتهم من هو عاموس او عوبديا او كم هو عدد الرسل والانبياء لا يستطيعوا ان يفتحوا افواههم لكن بخصوص الخيول وقائدى المركبات المشاركون فى السباق فحدث ولا حرج افضل من الحكماء والخطباء وبعد هذا كلة يتسائلون عن الضرر فى ذلك ؟ وما هو التلف الذى حصل ؟ وهذا هو ما يجعلنى اتضايق لأنكم لاتعرفون الضرر الذى ينطوى علية ذلك . ولاتشعرون بكثرة الشرور التى بسببها .
اذا كان اللة قد اعطاك عطية الحياة لكى تعبدة لكنك تقضى حياتك بلا هدف وفى الامور المهلكة التى لاتفيد أتسال بعد ذلك ما هو الضرر ؟ اذا انفقت بضعة نقود قليلة فانك تضرر من ذلك ولكنك اذا انفقت كل ايامك فى مواكب واحتفالات شيطانية فانك لا تعتقد انك تفعل شيئا شريرا ! وبينما يجب ان تمضى حياتك فى التضرعات والصلوات تصرفها بلا هدف ولشر نفسك فى الصراخ والضوضاء والكلام البذىء والمعارك والمتع الشريرة واعمال السحر وبعد كل هذا تسأل ما هو الضرر ؟ألا تعرف انة يجب ان نصرف وقتنا اكثر من اى أمر أخر – بحرص شديد ؟ اذا انفقت نقودا استطعت ان تحصل عليها مرة اخرى لكن ان فقدت الوقت من الصعب ان تحصل علية مرة اخرى لان الوقت مقصر فى حياتنا الحاضرة اذن ان لم تستخدمة كما يليق ما الذى نقولة عندما ننتقل الى الحياة الأخرى ؟ اخبرنى لو انك طلبت من واحد من اولادك ان يتعلم فنا من الفنون فتقاعس ذاك وبقى فى المنزل او قضى وقتة فى غير مكان المدرسة أفلا يطلبة المعلم ؟ ألا يقول لك أكتب معى عقدا يلتزم فية ابنكم أن يقضى معى وقتا محددا بحيث لو أنة لم يمض هذا الوقت بالقرب منى لن يمكننى أن اجعلة تلميذا ناجحا ؟
هذا ما يجب ان نقولة نحن .سيقول اللة لنا : قد اعطيتكم وقتا لكى تتعلموا فن التقوى وانتم صرفتم هذا الوقت هباء وعبثا لماذا لم تذهبوا الى المعلم باستمرار ولا انتبهتم لأقوالة ؟ وأما ان التقوى فن فاسمع ماذا يقول النبى : هلم أيها البنون استمعوا الى فاعلمكم مخافة الرب وايضا طوبى للرجل الذى تؤدبة يارب وتعلمة من شريعتك ( مز 94 : 12 ) اذن عندما تقضى وقتك بلا هدف اى دفاع يكون لديك ؟ وقد تقول : لماذا وقتا فى الحياة مقصر ؟ يالها من بلادة كبيرة ! أتدين من يجب ان تشكرة لأنة قلل اتعابك وقصر زمن مشقاتك وجعل راحتك طويلة وخالدة ؟
لااريد ان نتوسع فى هذا الحديث بل أرى انة ضرورى أن نوجزة طالما يقدم مثالا لبؤسنا لاننا اذا أطلنا هنا الحديث فسرعان ما نظهر لا مبالاتنا وعدم اهتمامنا بينما نتحرك مبكرا وماتزال مصابيح الشوارع مضاءة حتى نجد مكانا فى مسابقات الخيول رغم انها تبدأ فى منتصف النهار لكن حتى لانشكوكم دائما أرجوكم وأتضرع اليكم أن تعطونى الفرح لى ولنفوسكم واذ نتحرر من كل الأمور الأخرى تعالوا نجعل أنفسنا نتطلع نحو الأمور المفيدة لأننى سوف اجنى منكم الفرح والابتهاج وافتخر بكم وأنال مكأفاة لأجل ذلك أما كل الأجر فسوف تنالونة انتم فاذا كنتم مأخوذين بهوس الحفلات الموسيقية اضع امامكم الخوف من اللة وتوسلى الشخصى حتى تحرروا أنفسكم من ذلك المرض اكسروا القيود واسرعوا نحو اللة عندئذ توفون أجركم ليس هناك فقط بل وتجنون هنا اللذة الحقيقية فمثل هذة اللذة هى الفضيلة مع المتوجين وهكذا فان الفضيلة تجعل الحياة سعيدة .
تعالوا اذن نؤمن بما قيل حتى ننال الصلاح هنا وهناك بنعمة ربنا يسوع المسيح محب البشر الذى لة مع الاب والروح القدس المجد الى أبد الأبدين أمين .
+
و لإلهنا كل مجد و كرامة الى الأبد آمين.
عظة للقديس كيرلس الكبير من كتاب آحاد الصوم الكبير – لمؤسسة القديس أنطونيوس