فى سر المعمودية المقدسة نلنا نعمة الميلاد الجديد من الماء و الروح حسب وعد الرب، وفى سر المسحة المقدسة خُتمت أعضاؤنا بختم الروح القدس للتكريس و أصبحت كل قوى النفس و الجسد معاً مهيأة للعمل حسب كلام الرسول بولس ” مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكى نسلك فيه ” (أف 2 : 10 ).
ودخلنا فى شركة مع المسيح ، شركة آلامه و شركة موته و شركة قيامته …
… و أصبحنا لا نملك شيئاً حتى من أعضائنا الجسدية … ” لأنكم لستم لأنفسكم “…. و بالجملة صرنا ” هياكل الله ” و أصبح الروح القدس هو الساكن الوحيد ” للهيكل ” وصاحبه… ومن هذه اللحظة صارت هياكل الله التى هى نحن معرضة لهجمات العدو الشرير يريد أن يفسد هياكل الله ….. و الله هو وحده المدافع عن هيكله الخاص ، وهو فى كل حين يقول ” بيتى بيت صلاة “.
و يعتبر اضطهاد الهيكل اضطهاداُ لشخصة المبارك “لماذا تضطهدنى ؟ “
لنعلم جيداً أن الله هو المالك وهو المدافع…. هو الذى يملك علينا وهو الذى يدافع عنا ” الرب يحارب عنكم و أنتم تصمتون ” ” الله هو العامل فينا أن نريد و أن نعمل من أجل المسرة “… لا نقل أننا نعمل بل نقل أن الله يعمل بنا مسرته و تصبح أصوامنا و صلواتنا و صدقاتنا و كرازتنا … ليست أعمال برنا الذاتى بل أعمال أبينا الذى فى السموات و ثمر للروح القدس العامل فينا.
ونحن نسهر لئلا يسرق أحد اكليلنا و لئلا ندخل فى التجارب حسب أمر ربنا يسوع ونكون وكلاء أمناء على نعمة الله التى فينا.
العدو و طبيعة الحرب:
علمنا ربنا ان نطلب …. لا تدخلنا فى تجربة لكن نجنا من (العدو) الشرير ، و العدو الذى يحاربنا دائما إنما يحارب الله الساكن فينا و يقاومه.
فالعدو لا ينعس بل يحارب بلا انقطاع ولكن الله أيضاً لا ينسانا أثناء الحرب ” إن نسيت الأم الرضيع الرب لا ينسى “.
والعدو يحارب كل يوم و الرب يقول ” أنا معكم كل الأيام و إلى إنقضاء الدهر “
والعدو يكذب و يضلل و ربنا يسوع يبدد أفكار الكذب و الضلال بالحق.
العدو الشرير لا يعرف اليأس فى قتاله ، يقاتل كل أحد، حتى القديسين ويقاتل الى النفس الأخير و يقص تاريخ القديسين أنه قبل نياحة القديس مقاريوس الكبير بثلاثة أيام جاء ليحاربه كجولة أخيرة و لكن القديس المتمرن على الحرب و القتال قد غلبة.
هو يحارب فى أثناء قوتنا بأن يسرى الينا أننا أدركنا و صرنا كاملين و فى أثناء ضعفنا باليأس من الحياة ومن الجهاد ومن الوصول …. إن استرحنا من حربة فى الجسد يحاربنا بالفكر و إن وجدنا فى وسط الناس يحاربنا ، و إن كنا فى خلوة يحاربنا أيضاً … فى كل مكان هو يجول ملتسماً من يبتلعه.
لكنا فى حربنا لا نخاف و لا نجزع بل نثق بالذى يدافع عنا و فينا وبنا رئيس خلاصنا أنه قد غلب العدو و أنه يغلب أيضاً.