من رموز السيدة العذراء مريم:
+ تابوت العهد: وكان هذا التابوت من خشب السنط الذي لا يسوس. مغشى بالذهب من الداخل والخارج (خر25: 10، 22)، رمزًا لنقاوة العذراء وعظمتها. وكانت رمزًا أيضًا لما يحمله التابوت في داخله من أشياء ترمز إلى السيد المسيح. فقد كان يحفظ فيه “قسط من الذهب فيه المن، وعصا هرون التي أفرخت” (عب9: 4). ولوحا الشريعة (رمزًا لكلمة الله المتجسد(.
+ وهكذا تشبه العذراء أيضًا قسط المن: لأن المن كان رمزًا للسيد المسيح باعتباره الخبز الحي الذي نزل من السماء، كل من يأكله يحيا به، أو هو أيضًا خبز الحياة (يو6: 32، 48، 49). ومادام السيد المسيح يشبه بالمن، فيمكن إذن تشبيه العذراء بقسط المن، الذي حمل هذا الخبز السماوي داخله.
+ وتشبه العذراء أيضًا بعصا هرون التي أفرخت: أي أزهرت وحملت براعم الحياة بمعجزة (عد17: 7-8 مع أن العصا أصلًا لا حياة فيها يمكن أن تفرخ زهرًا وثمرًا. وذلك يرمز لبتولية العذراء التي ما كان ممكنًا أن تفرخ أي تنتج نسلًا. إنما ولدت بمعجزة. ورد الوصف في ابصالية الأحد.
+خيمة الاجتماع (قبة موسى):خيمة الاجتماع، كان يحل فيها الرب، والعذراء حل فيها الرب. وفي الأمرين أظهر الله محبته لشعبه. وهكذا نقول في الأبصلمودية “القبة التي صنعها موسى على جبل سيناء، شبهوك بها يا مريم العذراء..التي الله داخلها“.
+ وتشبه العذراء بالباب الذي في المشرق:ذلك الذي رآه حزقيال النبي وقال عنه الرب ” هذا الباب يكون مغلقًا، لا يفتح ولا يدخل منه إنسان. لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا” (حز44: 1، 2). وهذا الباب الذي في الشرق، رأى عنده النبي مجد الرب، وقد ملأ البيت (حز43: 2، 4، 5).وهذا يرمز إلى بتولية العذراء، التي كانت من بلاد المشرق. وكيف أن هذه البتولية ظلت مختومة.
+ ولأنها هذا الباب الذي في المشرق، وصفت بأنها: باب الحياة- باب الخلاص: السيدة العذراء قيل عنها في سفر حزقيال إنها الباب الذي دخل منه رب المجد وخرج (حز44: 2).فإذا كان الرب هو الحياة، تكون هي باب الحياة. وقد قال الرب أنا هو القيامة والحياة” (يو11: 25). لذلك تكون العذراء هي باب الحياة. الباب الذي خرج منه الرب مانحًا حياة لكل المؤمنين به… وإذا كان الرب هو الخلاص، إذ جاء خلاصًا للعالم، يخلص ما قد هلك (لو19: 10)، حينئذ تكون العذراء هي باب الخلاص. وليس غريبًا أن تلقب العذراء بالباب، فالكنيسة أيضًا لقبت باب وقال أبونا يعقوب عن بيت إيل “ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء” (تك 28: 17).
+ شبهت أيضًا بقدس الأقداس: هذا الذي كان يدخله رئيس الكهنة مرة واحدة كل سنة، ليصنع تكفيرًا عن الشعب كله. ومريم العذراء حل في داخلها رب المجد مرة واحدة لأجل فداء العالم كله.
من كتاب السيدة العذراء مريم لقداسة البابا شنودة الثالث