إنّ موضع الشوق والتلاقي والصراخ والدموع هو القلب، الكيان المُتّسع الذي يلذُّ للربِّ التواجد فيه ـ إنْ جاز التعبير ـ أكثر من سمائِه. إنّه ذلك القُدس الذي دائمًا تُسْمَع على بوابته قرعاتٌ هادئةٌ، فهو المكان الذي يأبَى الله القدير أنْ يقتحمه، على أعتابه تُختبر حُريّة الحبِّ، على أعتابه يحدُث إخلاء آخر؛ ليس من مجدِ الألوهة كما في التجسُّد .. ولكنه إخلاء من استخدام القدرة في فرض الحضورِ، فالله يرفض أنْ يَقتحمُ قلبَ الإنسان إنْ لم يفتح له الإنسان بملء إرادته وملء أشواقه. هناك، تُصبح طَرقات الحبِّ على قلب الإنسان بمثابة مغامرة يرتضي أنْ يجتازها الله حُبًّا، مغامرة تحمل إمكانيّة الرفض، رفض الإله!!

افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا كاملتي،

لأنّ رأسي امتلأ من الطَّلِّ وقُصَصي من ندَى اللّيلِ

(نش 5 : 2)

إنّ يسوع هو الحقُّ الأوحدُ الذي يُلقي بنوره على الأشياء فيُستعْلَن جوهرها. هو الوحيد العالِم بكلِّ شيءٍ with full knowledge، وهو الوحيد الذي يمكن أنْ يُعرِّف النفس معنَى الأبديّة غير المرئيّة. إذ لن تستطيع المعارف الذهنيّة أنْ تُقدِّم النفس ـ ولو خطوة واحدة ـ في مسيرة الاستنارة ما لم تُبسِط يديها وتحني ركبتي قلبها لتتلقَّى الحقَّ من منبعه الأصيل؛ الرب يسوع. لذا، فالصلاة هي بمثابة تذوُّق واعٍ للحقيقة المُعلنة في رهبة الحضورِ الإلهي؛ تلك الحقيقة التي لن تنكشف بعيدًا عن مخدع الصلاة القلبي.

لمَّا اقتنعت أنّ كلَّ الجهود البشريّة

التي نبذلها لفهم هذه الحقيقة الأبديّة، هي غير كافيهٍ

وإنّها لن توصِّلني إلى اتّحادي بها

وإلى اقتنائها كمِلك لي،

إذ ذاك تحوَّلت إلى الصــلاة

الأرشمندريت صفروني سخاروف

إنّ أهميّة الإفراز في حياة الروح والذي شدَّد عليه القديس أنطونيوس يعني، في الأساس، اقتناء يسوع؛ الجوهرة الثمينة، في العمق، ليُنير الإنسان الداخلي؛ “الجوهر غير المنظور للإنسان” بتعبير القديس أنطونيوس، فيكشف الحقَّ من الزيفِ، وهذا لن يتأتَّى بعيدًا عن تلك اللَّحظات التي نتوارَى فيها عن العالم، أينما كنَّا، سواء في وسط العالمِ أو في بريّةٍ.

ففي الصلاة، نتلامس مع الحقِّ بقدر ما تستوعب بشريتنا، حينها نُدرك الصلاة الحقيقيّة، التي تنمو بالولوج للعمقِ وليس بالامتداد سطحيًّا، تلك التي لا تعني مقدار الوقت، بل عمق الحضور والوعي بمقدار الحبِّ الفائض من قلب الله لنا، وإنْ جاز لنا أنْ نُشرِك الزمن، فلكي نحسب ما نقضيه من وقتٍ بعيدًا عن الصلاة .. فالحبّ يفترض التلاقي المستمر الدائم.

إنّ ما يجعل حضور الله مستمرًّا في حياتنا،

ليس هو شعورنا الراهن،

إنّما هو يقظة الحبّ

رينيه فوايوم

الصلاة هي ردُّ الفعلِ الأمثل لمن استشعر في داخله البنوّة الموهوبة له من الربِّ يسوع؛ البنوّة التي هي الثمرة الحلوة التي اقتطفتها البشريّة من شجرة التجسُّد. مَنْ أدرك معنَى الإخلاء، والتجسُّد، وسُكْنَى الله بين البشرِ مُتشابهًا معهم في كلِّ شيءٍ بلا خطيّة، لن يجد فعلاً يقوم به نحو ذلك الحبُّ غير الموصوفِ، سوى الصلاة والتسبيح والشكر والاعتراف والسجود. فالتجسُّد الإلهي جاء لنا بالتبنّي، وأصبحنا بنينًا بالنعمة، وصار أبناءُ الظلمةِ، ومَنْ بسط عليهم الموت ظلاله، أهلُ بيت الله؛ أبناءً وورثةً مع المسيح، باكورتنا وكاهننا وذبيحتنا..

صار ابن الله، ابنًا للإنسان،

لكي يصير أبناء الإنسان، أبناء الله

القدّيس يوحنّا الذهبي الفم

أصبحت علاقتنا بالله هي تلك العلاقة الخاصّة جدًا بين الابن وأبيه. إنّها علاقة طبيعيّة فطريّة ولكنّها تُرسَّخ بالتواصل الدائم. هذه العلاقة تسمو بنا فوق عاطفيّة الصلاة، دون أنْ تلغي مشاعر الصلاة، وإنْ جاز التعبير نقول: إنّنا في العهد الجديد قد وُلِدنا مرةً أخرَى من الماء والروح والكلمة، وصِرنا حاملين في أعماقنا “الجينوم الإلهي Divine Genome” الذي يُوجِّهنا دائمًا نحو الله، كأبٍ، كما إنّه ينفض الغبار عن الصورة الإلهيّة، ويُحقِّق فينا المثال المنشود من بشريّتنا، يوم شكّلتنا يدُ الخالقِ.

 أخذ الإنسانُ كرامةَ الصورةِ في خلقته الأولَى،

لكنّ كمال تحقيق مثال الله

سيُمنح له فقط في نهاية الدهور

العلاّمة أوريجانوس

لقد أعطانا الله أنْ نتّحد به روحيًّا من خلال المائدة الإفخارستيّة، كما أعطانا أنْ نلمسه في الفقراءِ والمرضَى والجوعَى، لذا، فصلاتنا لن تكتمل إلاّ من خلال خدمة جسده المُتألِّم، فكيف لي أنْ أدَّعي أنّي أُخاطب الإله بشوقٍ وصدقٍ وأنا لا أستطيع أنْ أُنصِت إلى صُراخ المتألمِّين وأنينهم!!

رأى فتاةً صغيرةً منزويةً على جانب الطريق،

يلفحها بردٌ قارصٌ يكاد يطير بها،

وهي تتألّم من فرط الجوع الشديد،

 فعاتب الله قائلاً: كيف تسمحُ يا ربُّ بهذا؟

كيف لا تصنع شيئًا؟؟

جاءه صوت يقول: لقد صنعتك أنت!!

 إنّ هذا لا يعني أنّ خدمة الفقراء هي بديلُ الصلاة، ولكن، حينما تتوقَّف صلاة الشفاه وينشغل الذهن بأمورٍ أخرَى، حينئذٍ يتجلَّى الله في الفقير والمُتألِّم والمُحتاج، ويُصبح كلّ فعلٍ في دائرةِ الحبِّ المجّاني تجاههم هو صلاةٌ، بكلِّ ما تحمل الكلمةُ من معانٍ.

إنّ هذا المذبح (الفقير) يمكن أنْ تراه مُنتصبًا في الشوارع،

ولكَ في كلّ ساعةٍ أنْ تُقدِّم عليه ذبيحتك

القديس يوحنّا الذهبي الفم

إنّنا بالتالي لن نستطيع تذوُّق النعمة الموهوبة لنا عبر الصلاة إلاّ بالإنصات الجدّي المُشارِك في احتياجات جسد المسيح المُتألِّم. لن تستطيع قلوبنا أنْ تتقبَّل النور إنْ لم نتحرَّر من ذاتيتنا وننطلق نحو الآخر بحبٍّ جارفٍ لا يُزيِّفه اكتفائيّة العبادة، فالعبادة ليست عباءةً نختبِئ خلفها متجاهلين صرخات الجوعَى وأنين المتألمِّين ..

أفعموا الهواءَ بالتراتيل والتسابيح،

فلم يسمعوا نداء اليتامَى وتنهدات الأرامل!!

جبران خليل جبران

لذا فإنّ آباء الرهبنة كانوا يعملون بأيديهم ويُعطون الفقراء من أعوازهم وقوت يومهم، وهذه كانت صلاتهم وقت العمل، حسبما أجاب أحد آباء البريّة على مَنْ تبنُّوا فكر جماعة المُصلِّين الذين أرادوا أنْ يتوقَّفوا عن العمل تمامًا للتفرُّغ الكُلِّي للصلاة!!

كانت صلاة آبائنا الأُوَّل مُتّقدة بالروح الفرح فيهم، كما كانت صلاةً واعيةً بقوى الدفعِ التي ترفع الصلاة إلى عَنان السماءِ؛ أي حُبّ كلّ إنسانٍ محبّة عمليّة باذلة مُشاركة، الحبّ الذي بدونه تفقد الصلاة قوّتها، وتتحوَّل من بخورٍ عطرٍ مُرتفع إلى الأقداس العُليا، إلى أدخنةٍ سوداءٍ تفصل الإنسان عن الله ..

يروي لنا التاريخ اللوزياكي عن القديس سيرابيون ـ الذي قيل عنه إنّه كان كاملاً في العبادة ـ أنّه باع كلّ شيءٍ، حتّى ثوبه الذي كان يستدفئ به!!

.. ثمَّ جلس عـــاريًا والإنجيل في يده ..

ولمَّا سأله تلميذه عن سبب جلوسه عاريًا، أجاب بكلمته الشهيرة، التي تُعتَبر بمثابة دستور إنجيلي، مُشيرًا إلى كتابه المُقدَّس:

هذا الذي عرّاني

ولم يكتفِ بهذا حتّى إنّه باع إنجيله، مصدر تعزيته، طامعًا في الاتّحاد بنبعِ التعزية الحقيقي، وحينما سُئِل عن السبب، أجاب:

لقد كان كلُّ يومٍ يقول لي:

بِع كلَّ ما لكَ وأعط الفقراء،

فبِعتـــَـه

إنّ العَلاقة بين الكتابِ المُقدََّس والصلاة، هي علاقةٌ جوهريّة؛ فالصلاة هي التي تَهِبُ المسيحي القدرةَ على تطبيق نداءات الإنجيل. إنّها تُحرِّر كلمات الإنجيل من محدوديّة الورق الذي حصرها فيه الإنسان، إلى حياةٍ فعليّةٍ في عمق يومه. إنّها بمثابة استحضارٌ يوميٌّ للروح القدس ليَهِبنَا الجديد كلّ يومٍ، من الميراث الثمين الذي تركه لنا المسيح، ولعلّ الشعور بثِقَل الوصيّة في التطبيق في محيطنا اليومي يُلازمه بالضرورة، فقرٌ في الصلاة أو بالأحرَى عدم استقبال هبة الروح اليوميّة حينما نُغلق باب التواصل مع السماء بتَرْكِ الصلاة ..

إنّ الصلاة لكي تصبح بوقًا يُسمِّع احتياجاتنا للسماء، وبالتالي تستجلبُ العطيّة الإلهيّة، يجب أنْ تكون صلاةً مُستسلمةً مُتعفِّفةً، ترجو ولا تعاند، تطلب دون أنْ تفرض.

والتسليم هو فعلٌ إيجابي الطابع، يعني الطلب بحياديّة دون التمسُّك الطفولي بما نشتهيه، بل القبول الناضج الشاكر للعطيّة الإلهيّة، وهو ما يتطلَّب حواسًا مُدرَّبةً لتُدْرِك معنَى العطيّة وعمقها. تنمو تلك الحواس في القدرة على التمييز، عبر الصلاة الكتابيّة / الكتاب المُصلَّى، أي قراءة الكتاب المُقدَّس بروح الصلاة، كما تكون الصلاة نابعة من فكر المسيح المُدوَّن في الكتاب. إنّ إدراك مشيئة الله في حياتنا والسِّرّ الكامن في معاملاته معنا، وقيمة العطيّة الموهوبة لنا، لا يتأتـَّى كما لوحي يهبط على الإنسان في لحظة من الزمن، كما إنّه لا يُقتَنص بتكريس سويعات للصلاة لفترة زمنيّة محدودة يسبقها ظلمة ويعقبها ظلمة!! ولكنّها تُستعْلَن في يومنا العادي، الذي يفوحُ منه بخور الصلاة في كلّ وقتٍ، وعِطر الوصيّة في كلّ موقفٍ ..

فمشيئة الله لنا ليست هي القرارات المصيريّة التي نقفُ أمامها حائرين وخائرين، ولكنّها المنظومة الكبيرة التي تُشكِّل حياتنا في لُحمةٍ واحدةٍ بأدق تفاصيلها، فالتلامُس اليومي مع الله في الصلاة هو الوسيلة الوحيدة لاقتناء تلك المعرفة التي تُشكِّل الّلغز الذي نجوب الأرض بحثــًا عن إجابةٍ له، مع أنّه في داخلنا، إنْ عشنا بالروح وللروح.

المشكلة الفعليّة تكمُن في أنّنا نريد إله على نَسَق الكمبيوتر، نُلقي له ببعض المعلومات فيما يُسمَّى صلاة، وننتظر الإجابة عن تساؤلاتنا في الحال، ثم نُغلق جهاز الصلاة لحين احتياجٍ آخر!!

الصلاة أسمَى من أن تكون أداةً وقتيةً نَفرِض فيها مشيئتنا على الله، ثمَّ نتوهَّم استجابةً من خلال علامات ومؤشِّرات واختبارات نُلقي فيها بالله، ونحن مبلّلين بمياه الصلاة (ولسنا مغمورين فيها) فيتخدَّر الضمير أثناء ترقُّبه للعلامات الوهميَّة التي فرضناها على الله، بعدها نشكره على ما توهّمناه استجابةً، ثمَّ نصحو من سُباتنا، وإذ بنا في مأساةٍ، فنصرخ: أين الله من كلّ هذا؟ ألمْ تَكُن هذه مشيئته؟ ألمْ تكن تلك العلامات التي وضعناها، موضع استجابته؟؟

ويقف الله قبالتنا وهو في حُزنٍ على وصاياه التي أعاد صياغتها الإنسان، حينما حوَّل الصلاة من أداة تواصلٍ وحبٍّ بين قلبه وقلب الإنسان، إلى أداة طلبٍ وإلحاحٍ للحصول على ما نريده، كيفما نريده، وقتما نريده، وقد طرحنا عنَّا مفهوم تسليم الحياة للربِّ، وطلبنا موافقةَ الربِّ على كلّ ما نبتغيه، وكأنما نحن الذين نُوجِّه دفة السفينة، ونطلب من الربِّ أنْ يضع يديه، دون أنْ يكون له أي سلطانٍ على تغيير وِجهة قارب حياتنا الذي يُبحر في العالِم ..

ويتساءل البعضُ ألمْ يقل لنا الربُّ: « اطلبوا تجدوا » (مت7: 7)، ألمْ يضع جدعون علاماتً للربِّ؛ قطعة الصوف المُبلّلة على الأرض الجّافة، ثم قطعة الصوف الجّافة على الأرض المُبلّلة (راجع: قض 6: 36 ـ 40)؟؟

ولكيما نفهم تلك الأمور ينبغي أنْ نُدْرِك بعض الحقائق:

هناك فرقٌ بين طلب ما هو شخصي وطلب ما هو للآخر؛ فالطلبات المدوّنة في العهد القديم، في معظمها، كانت من أجل بني إسرائيل وإعلان الله عن حضوره مع شعبه ونصرتهم.

هناك فرقٌ بين مَنْ يأتِ إلى الصلاة وقت احتياجه ثمَّ يفارقها بعد نوال حاجته، وبين آخرٍ يحيا في صلاةٍ دائمةٍ وتكون طلباته هي جزءٌ من عَلاقته الوطيدة مع الله. وإنْ كان الكتاب في العهد القديم يُركِّز على الاستجابة للأمور الزمنيّة، فهذا لأنّ الشعب اليهودي كان يحتاج ما هو محسوسٌ ليؤمن بمَنْ هو غيرُ ماديٍّ، وليعِ أنّ كلّ احتياجاته سيجدها عند الربِّ وليس عند آلهة الأمم، كما إنّ هناك ـ دائمًا ـ خلفيّةً لكلّ موقفٍ كتابيٍّ، خلفية تُظلِّلها حياةً ممتلئةً بالصلاة والتسليم ..

هناك فرق بين طُرق العهد القديم في التعامل مع الله، وطُرق العهد الجديد، والفارق أنّنا في العهد الجديد قد أخذنا الروح القدس بسُكْنَى كاملة، وهو الذي يُرشِدنا إلى ما نتّخذه من مواقفٍ. فالعلامات والإشارات كانت الوسيلة التي يتعامل بها الله مع شعبٍ لم يسْكُنه روح الله، ولكن مَنْ يكون له روح الله ويطلبُ علاماتً خارجيّةً فإنّه لا يعي عمل الروح القدس في داخله.

كما ينبغي أنْ نُدْرِك أنّ الطلب الذي تحدَّث عنه المسيح هو طلب ما لله؛ طلب فضائل الروح وملكوت السموات، طلب اشتعال الروح في القلب للتخلُّص من الظلمة، طلب هجرة الخطيّة إلى غير رجعة، بينما يقول الربُّ يسوع بوضوح عن أمور الأرض إنّها: «..تُزاد لكم..» (مت 6: 33)، وإنْ كنَّا لا نستطيع التوقُّف عن الطلب في الأمور البشريّة بسبب احتياجنا الدائم، يجب أنْ تكون طلباتنا مختومة بخاتم التسليم الصادق والفعلي، والذي يشكر على كلّ شيءٍ، حتّى نُبْصِر مشيئة الله في حياتنا بأعين منفتحة وبصائر مستنيرة ..

لم يَعُد هناك مجالٌ لكلماتٍ

 يستطيع أنْ يتقدَّم فيها سيلُ القلمِ بسيل ِالمَداد.

هنا وُضِعَ حدٌّ من السكوت.

للعقل وحده يُسمَح بالعبور

ليرى مكان استراحة كلّ الأسرار,

وهو مُسلَّطٌ لكيما يدخل ويندهش

بحُسن العَجَب الذي هو فوق الكلّ،

والمخفي في داخل الكلِّ

يوحنّا الدلياتي (الشيخ الروحاني)

أخيرًا، إنْ لم نستطِع التوصُّل إلى صلاة الحياة لن نستطيع أنْ نُدرِك مشيئة الله في حياتنا، ولن نعاين نوره الذي له قدرةُ اختراق ضبابيّة ذاتيتنا، وسنظل سائرين في دوائرٍ مفرَّغة نحو المجهول .. نسعَى باطلاً.

كتاب نحو الصلاة

أبونا / سارافيم البرموسي