من المفروض ان تكون كل ايامنا مثالية، عملاً بقول الرب: “كونوا كاملين، كونوا قديسين”. لكن لا مانع، كتدريب ما يعرف باسم (اليوم المثالى).

واليوم المثالى له اتجاهان: احدهما سلبي فى البعد عن كل خطية، والثاني ايجابي فى الفضيلة او الخدمة.

ويختلف برنامج اليوم المثالى من شخص الى الاخر؛ البعض يقضى هذا اليوم فى العبادة، فى الصلاة والقراءة والترتيل والتأمل والصوم، فى خلوة واعتكاف بقدر الإمكان. والبعض يفترضه يوماً مثالياً فى عمل الخير للآخرين. والبعض يمزج بين هذا وذاك. والبعض يركز على نقاوة القلب، فيحرص كل جهده ألا يخطىء سواء باللسان او الفكر او العمل، مهما كانت الاسباب. والبعض يحب ان يبدأ مثل هذا اليوم بحضور القداس والتناول. وبعض الفروع تعطى هذا التدريب لكل خدام الفرع معاً، ويجتمعون فيه ويسمونه (يوماً روحياً).

 

واليوم المثالي هو تقديم الذات كاملة، بكل قلبها وارادتها، لعمل النعمة الإلهية، مع الحرص على ضبط النفس.

 

وهناك امثلة يتدرب عليها البعض فى اليوم المثالى:

1-     يكون الله هو اول من تكلمه فى يومك، بصلاة قلبية عميقة، مع التبكير “الذين يبكرون اليّ، يجددوننى”.

2-     اداء كل صلوات الاجبية كاملة، بفهم وعمق وحرارة.

3-     عدم التلفظ بأى كلمة خاطئة، او ليست للمنفعة.

4-     لا تغضب من احد، ولا تُغضِب احد او تحزنه.

5-     بدء كل عمل بالصلاة، وتتخلل الصلاة العمل والكلام.

6-     حفظ الفكر نقياً بقدر الإمكان، ويستحسن شغل الفكر باستمرار بعمل روحي، مصدره القراءة الروحية والصلاة والتأمل.

7-     السلوك باتضاع ووداعة ومحبة ولطف مع الكل.

8-     احترام الكل – وتقديم الغير عليك فى الكرامة.

9-     البعد عن ادانة الاخرين، وبخاصة من لا يكونون مثاليين مثلك فى هذا اليوم.

10-حفظ مشاعر القلب نقية، من الشهوات والمشاعر الخاطئة.

 

ان نجح تدريب اليوم، كرره بقدر ما تستطيع.

 

قداسة البابا شنوده الثالث

(من كتاب كلمة منفعة – الجزء الثالث)