إستشهد القديسان بهنام وسارة أخته من أولاد سنحاريب ملك الفرس في الرابع عشر من شهر كيهك. وذلك انه ذات يوم خرج بهنام مع أربعين رجل من غلمانه للصيد في الجبل، فرأى وحشا كبيراً فطارده مسافة طويلة ، حتى افترق عن غلمانه وقد أمسى عليه الليل ، فاضطر ان يقضي ليلته في مكانه ، فنام ورأى في نومه من يقول له ” اذهب إلى القديس متي المسكين في هذا الجبل وهو يصلي على أختك ( وكانت مصابة بمرض عضال ) فيشفيها الرب ” .

Picture 2 befor editing

فلما استيقظ من نومه اجتمع بغلمانه ، وبحثوا عن القديس متي حتى وجدوه في مغارة ، فسجد بهنام بين يديه واعلمه بالرؤيا وطلب منه الذهاب معه إلى المدينة فقام معه . وقد سبقه بهنام ومضى فاعلم والدته الرؤيا وبوجود القديس متي خارج المدينة ، ونظرا لمحبتها له سمحت بذهاب أخته معه سرا . ولما وصلا إلى حيث القديس متي صلى عليها فشفاها الرب ، ثم وعظها وعلمها طريق الحياة ، وصلى ايضا فانبع الرب عين ماء ، فعمدها باسم الاب والابن والروح القدس الإله الواحد ، وعاد إلى مكانه . ولما علم الملك سنحاريب بشفاء ابنته ، استدعاها إليه وسألها عن كيفية شفائها فقالت له ” ان الرب يسوع المسيح هو الذي وهبها الشفاء على يد القديس متي ، وليست الكواكب التي يعبدها هو ” ، فغضب الملك على ولديه وهددهما بالعقاب فلم يرجعا عن رأيهما الصالح . ولما كان الليل تشاور القديس بهنام وأخته لكي يذهبا معا إلى القديس متي ليودعاه قبل موتهما ، فسارا إليه خفية مع بعض أصدقائهما ، وإذ علم الملك بذلك أرسل وراءهما من لحقهما في الطريق وقتلهما ، فنالا إكليل الحياة في ملكوت السموات . ولما عاد قاتلو بهنام وأخته ، وجدوا ان الملك قد أصابه روح نجس ، وصار يعذبه عذابا أليما ، فأرسلت الملكة إلى القديس متي متوسلة ان يحضر ، ولما جاء صلى عليه فشفاه الرب في الحال . وأخذ القديس في تعليمهما فآمنا هما وكل من في المدينة ، ثم بني الملك للقديس متي ديرا عظيما ووضع فيه جسدي ابنيه بهنام وأخته ، وسكن فيه القديس متي زمنا طويلا ، واظهر الرب من جسديهما آيات كثيرة للشفاء . صلاتهما تكون معنا آمين .