ان عملت النعمة فى قلبك ، و شعرت باشتياق الى التوبة ، فلا تؤجل و لو الى دقائق معدودة….
ما ادراك ، ربما يزول الدافع ، و يزول التاثير الخارجى ، و تزول الرغبة فى التوبة ، و تحاول ان تبحث عن التوبة فلا تجدها …
كما ان تاجيلك للتوبة يعطى الشيطان فرصة لكى يستعد لك و يعرقل طريقك ، ما دام قد عرف ان التوبة فى نيتك …ما اسهل ان تشتد حروبه ، و يجعل طريق التوبة صعبا امامك…
ان الكتاب يعتبر رفضك لصوت الله فى داخلك ، لونا من قساوة القلب ، لذلك يقول الوحى الالهى “ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم” (عب3)
كذلك هذا التاجيل ، او عدم الاستجابة لصوت الله و عمله فيك ، يعتبر استهتارا بعمل النعمة.
و قد يسمح الله ان ترتفع نعمته عنك ، او ان يليقك الى ايدى اعدائك و تذلك الخطية ، و حتى تشعر بقيمة النعمة التى رفضتها و لا تعود ترفض فيما بعد ، حينما تعمل النعمة فيك للتوبة..
الابن الضال ، حينما افتقدته النعمة و رجع الى نفسه ، قال اقوم الان و اذهب الى ابى” و للحال قام وذهب و انتهز الحرارة الروحية قبل ان تبرد فى القلب ، و قبل ان يختطفها العدو…
يقول الكتاب “مفتدين الوقت ، لان الايام شريرة ” استفد اذن من وقت تشعر فيه باشتياق الى الله و فى الحال حول الاشتياق الى واقع عملى لكر تظهر انك تريد الله ، كما يريدك هو…
كثيرون من الذين اجلوا التوبة ، لم يتوبوا على الاطلاق او لما حاولوا التوبة فيما بعد وجدوا الطريق صعبا جدا امامهم و الاسوا ذلك كله ، ان كثيرين منهم ما عادوا يريدون…
و فى كل مرة تؤجل التوبة قل لنفسك ما معنى هذا ؟ هل معناه انك ترفض مصالحة الله ؟ او انك تفضل الاستمرار فى مقاومته ؟ او انك لا تبالى بمخاصمة الله ، و لا تبالى بجرح محبته؟
قداسة البابا شنوده الثالث
كتاب كلمة منفعة
الجزء الثالث
(101-150)